حقيقية المتشدقين بخطاب الدولة

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 705 views » طباعة المقالة :

 

د. ولي علي
(الدولة) مفردة يرددها الجميع في عراق ما بعد
نيسان ٢٠٠٣ وكأنها تعويذة نجاة من كل مس وخطر، ويتقدم المسبحون بحمد الدولة (زوراً وبهتاناً) الكثير من القوى والشخصيات المنخرطة في المشهد السياسي، إذ ينطبق عليهم المثل المصري وكأنه فصال عليهم (أسمع كلامك أصدقك.. أشوف فعلك أتعجب)، فدعاة الدولة لطالما كانوا سبباً في اضعاف القانون وهيبته، عبر الرغبة الجامحة في اختراقه والاقلال من شأنه، والتعدي على موسسات تنفيذه، وكأن لسان حالهم بقول: ( نريد تحكيم القانون بشرط أن نكون فوقه)، فلطالما تعدت سيارتهم المظللة وهي تتجاوز نقاط التفتيش وتتعدى عليها، ولطالما تصرفت قواهم في مسار ومجريات قضايا معروضة امام مراكز الشرطة والمحاكم مستخدمين نفوذهم لاضعاف الدولة لصالح استقوائهم، وهؤلاء أنفسهم السبب في اضعاف القوات المسلحة والتقليل من شأنها عبر عدة مسارات، فأصرارهم على ان يكون أعضائهم ومنسوبيهم ممن لا علاقة لهم بالعسكرية ومهنتها، قادة وآمرين يحملون رتباً عسكرية بمستويات رفيعة دون ان يكونوا قد خدموا في السلك يوماً واحداً، ولا يقف سلوكهم عند هذا الحد، بل تنامى تدخلهم المضعف للدولة وقوتها الصلبة الاهم من خلال اختراقهم المنظم للمنظومة العسكرية، واتهامهم المتكرر للجيش بالضعف والفساد وعدم القدرة على اداء مهامه، والتدخل في شؤون تسليحه ومسرح نشاطه، واخيراً وليس آخراً رعاية السلاح المنفلت، وتأسيس المليشيات والجماعات المسلحة والتشدق بأنها قوى بديلة عن القوات المسلحة، واستعمال السلاح في خرق القانون وابتزاز الشعب.
لا تقف قائمة الافعال المقوضة للدولة عند هذا الحد، بل يمكن القول دون مبالغة، ان معظم سلوك وافعال هذه الجهات ونشاطاتها يستهدف بالدرجة الاساس تقويض الدولة وبنيتها بشكل صريح ومباشر، فمن الاستيلاء عنوة على مباني واملاك الدولة، واتخاذها مقرات ومكاتب لاحزابهم وجهاتهم، وتسخير امكانات الدولة في الوزارات والمؤسسات التي يسيطرون عليها لمنافعهم الحزبية والشخصية، وتحويلها الى ضيعة مغتنمة لاتباعهم بعد أن يرسو عليهم مزاد المحاصصة، وفي ذات الوقت يتسابقون على شاشات التلفاز لإلقاء الخطب الحماسية، والتباكي الكاذب تظلماً لما يجري على الدولة ومؤسساتها.
لقد خرب المتشدقون بخطاب الدولة والمتباكون عليها زوراً وكذباً، كل شيء في الدولة ومؤسساتها واقتصادها بلا رحمة ولا ضمير ومع ذلك يقدمون أنفسهم للجمهور كحماة للدستور، وابطال وطنيين يسهرون على حماية الوطن والمواطن.
يردد المسبحون بحمد الدولة مصطلحاً آخراً لاستكمال تعويذتهم المعهودة، وهو مصطلح (السيادة)، نافخين فيه حتى تتورم اوداجهم من كثرة دجل الخطاب المدلس على حقيقة توجهاتهم، فهؤلاء المتباكون على السيادة والمدعون الدفاع عنها، يجهزون عليها بكل ما لديهم من قوة، فعلاقاتهم وارتباطاتهم الخارجية على قدم وساق مصطفة مع دول وجهات ذات اغراض واضحة في استهداف البلاد واضعاف سيادتها، ولطالما كانوا حصان طروادة الذي عبرت من خلاله التدخلات الخارجية، وكانت ولا تزال علاقاتهم المشبوهة القائمة على اساس التبعية والخضوع للتوجهات الاجنبية مقوضة لسيادة الدولة عبر تمكين الغرباء من مؤسساتها وقرارتها المصيرية من خلال بوابتهم السخية في محبة الغرباء والانصياع لأوامرهم.
في صورة اخرى من مسلسل اضعاف الدولة وسيادتها، يعيين هؤلاء انفسهم بديلاً عن مؤسسات الدولة المختصة، ويتجاوزون حدود الفضاء المشروع لنشاطهم السياسي، إذ يتسابقون على الزيارات واللقاءات مع الدول سواء من خلال سفاراتها او عبر زيارتها بشكل مباشر للحديث والتباحث في موضوعات تنفيذية الصرفة تمثل إختصاصاً حصرياً للحكومة ومؤسساتها، فما هي علاقة حزب او جهة سياسية للتفاهم مع دولة ما حول اتفاقيات تجارية او امنية، او التنسبق بشأن اي نشاطات تبادلي بين الدولتين، وماذا بقي للحكومة ولوزارة الخارجية لتقوم به اذا كانت الاحزاب والجهات هي التي تتصدى لهذه الملفات؟!
وفي ذات الوقت الذي تندلق به ألسنتهم بالحديث عن حصانة الدولة وسيادتها، يتم تقديم هذه النشاطات واللقاءات بوصفها افعال جبارة وخطوات استثنائية تستهدف دعم البلاد وتحقق الاستقرار مستغلين انصياع جمهورهم المؤدلج، والذي اعار عقله وضميره للولاء الاعمى.
على الرغم من سعة الفضاء الذي يتيحه النظام الديمقراطي في الدول المحترمة إلا انه في ذات الوقت يرسم لكل قوة من قوى الدولة مسارها المناسب، فمن غير المسموح لغير الحكومة ومؤسساتها التنفيذية ان يقوم بالاعمال المتعلقة بالنشاط الحكومي، وخصوصاً فيما يتعلق بملف العلاقات الخارجية، كما ان الحكومة المفوضة هي الاقدر على تحديد مصالح الدولة العليا، واذا كان من اعتراض على سلوكها، فهناك طرق مشروعة لمساءلتها ومحاسبتها، وليس القيام بدور بديل عنها، فيمكن لأي قوة سياسية ان تديم علاقاتها ونشاطاتها مع احزاب وفعاليات خارجية شريطة ان يكون مسار تلك العلاقات والنشاطات متوافق مع المصالح العليا للدولة ومحتر

م لسيادتها، وحتى الاختلاف في وجهة النظر او الموقف تجاه اي ملف تقوم عليه الحكومة لا بد ان يمر عبر القنوات الدستورية والقانونية، وليس عبر الفرض وكسر الارادة وانتهاك سيادة الدولة.
ان المتشدقين بمشروع الدولة يثبتون عملياً في كل يوم هم الاخطر على الدولة ومشروعها، خصوصاً في ظل استمرارهم بالتدليس والخداع من خلال اعلامهم المؤدلج والمأجور الذي يتشدق ليل نهار بالدفاع عن الدولة وسيادته رغم الاصرار والاستمرار بما لا عد له من الفعاليات الواضحة في تقويضها للدولة والاجهاز على مؤسساتها، وما لم يتوقف هؤلاء عن سلوكهم الهدام لكيان الدولة، فلن تقوم للبلد قائمة.

1

التعليقات :

اكتب تعليق

مذكرة تفاهم في مجال الاتصالات والإعلام بين العراق وتركيا
السوداني يوجه بالإعلان عن مشروع مدينة الصدر الجديدة
فتح باب التقديم على رئيس مجلس الخدمة العامة واعضائه
للاستخبارات والامن تطيح بعصابة تتاجر بالعملة المزورة في بابل
البنك المركزي: نسبة الائتمان النقدي ترتفع خلال عام 2023
تأثير مشاهير المحتوى السلبي في مواقع التواصل الاجتماعي على المجتمع
اللغة العربية في عالم الذكاء الاصطناعي.. فاعلة أم تابعة؟
الخزعل يبحث مع  عبد المهدي تطورات الأوضاع في البلاد
 قرار المحكمة الاتحادية: مفوضية بغداد ستجري انتخابات كردستان
بالجرم المشهود .. الأمن الوطني يضبط كميات كبيرة من الأسلحة والأعتدة
 السوداني يستقبل رئيس لجنة الاتحاد الروسي للمصنعين ورجال الأعمال
قرار المحكمة الاتحادية بشأن توطين رواتب موظفي إقليم كردستان
 نيجيرفان بارزاني: عدم تطبيق الفدرالية هو مصدر مشاكل العراق
القائد العام للقوات المسلحة العراقية يترأس جلسة للمجلس الوزاري للأمن الوطني
السوسن العالمية تتوّج الصحفية إسراء الجوراني بلقب ملكة جمال الصحافة في العراق للعام ٢٠٢٤
تقرير حكومي يكشف ان وزارة الكهرباء حصلت على المرتبة الأولى من بين الوزارات والمؤسسات الحكومية للاستجابة للشكاوى للمناشدات.
تسجيل الوكالات والمواقع الإلكترونية وفق معايير ورسوم 150 الف سنويا”
برومو لمادة فلمية ذكرى تاسيس وزارة الداخلية 9 كانون
هيئة الإعلام ماضية بدعم المؤسسات الإعلامية في إطار مسؤوليتها القانونية ومكافحة الابتزاز الإلكتروني
ابتزاز من جهات فاسدة لإيقاف حملات التوعية للمجتمع العراقي
المركز الثقافي العراقي بلندن .. رسالة وجهها الى مثقفي العالم ومنظمة اليونسكو
الخيكاني يدعو الى تفعيل الاستثمار في مجال السكن
الجميلي يبحث مع البولاني اليات تسديد مستحقات المشاريع المنفذة
وزير التخطيط يبحث سبل تحسين الواقع الخدمي في أقضية ونواحي العاصمة مع عدد من نوابها
أياد علاوي يعتزم تشكيل حزب سياسي جديد
طب المستنصرية: تعلن نتائج الدور الثاني للعام الدراسي 2014-2015 
تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية
أربع ملايين طالب وطالبة يتوجهون لأداء الامتحانات النهائية بانسيابية عالية
جامعة ديالى تقيم ورشة عن التوجهات العالمية الحديثة في التطبيقات الالكترونية التعليمية والإدارية
وزير التخطيط يكشف أسباب ’حذف’ مشروع ’مجمع الكرابلة السكني’ في الأنبار
اختتام دورة التحرير لأعضاء رابطة الاعلاميين والصحفيين الشباب
الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية “
داعش يترك أسلحته ويفر من ساحة المعركة
عصابات داعش الارهابية تقدم على قتل 131 من أبناء مدينة الموصل
خلال لقاءه السفير التركي في العراق الجميلي يؤكد ضرورة العمل المشترك على ازالة اثار واسباب التوتر في المنطقة .
خلال ترأسه اجتماع اللجنة الوطنية للتنمية المستدامة… وزير التخطيط : تنفيذ أجندة التنمية المستدامة يعطي مؤشرات التزام العراق بالأهداف العالمية
خلال زيارته الى مصنع الصوفية….رئيس مؤسسة العصر للتنمية الاقتصادية يؤكد على ضرورة دعم المنتوج الوطني والنهوض بواقع الصناعة العراقية
وزير التخطيط يبحث مع مدير مكتب الشراكة التابع للامم المتحدة دور المنظمات الدولية في دعم جهود العراق لاعادة الاعمار
مقتل الرجل الثاني في داعش بقصف جوي عراقي في سورية
قطع رواتب الموظفين امرأ مستبعداً
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. " وفد رابطة الإعلاميين الشباب يطمئن على صحة المراسل الحربي "علي نجم" إعدام صوت الحق والحرية الشيخ نمر باقر النمر الأعمار:  شركة أشور العامة توقع عقدا مع مديرية البلديات العامة لتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في المثنى وذي قار الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الخيكاني يبحث مشروع تنفيذ الطرق الحدودية الرابطة بين العراق والدول المجاورة الدراجي: يعقد اجتماعاً لبحث آليات العمل بعد عملية دمج الشركات الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الراوي....جهودنا مستمرة لمواصلة لم الشمل بين طوائف شعبنا الرمادي تحررت من داعش السيف مقابل اللسان الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الفهداوي: يفتتح محطة كهرباء الديوانية الغازية بطاقة اجماليه 500 ميكاواط الكيمياء الحياتية الطبية في كلية طب المستنصرية يباشر بتدريب الطلبة في المركز الوطني لعلاج وبحوث السكري المالكي: يدعو نقيب الصحفيين ورؤساء النقابات المهنية الى الطعن بفقرة رفع الدعم عنها المرصد العراقي للحريات الصحفية يدين اعتداء عناصر من قوات سوات على صحفي في الديوانية الموارد المائية تعلن عن تأسيس جمعية للمنتفعين من المصدر المائي المشترك الوائلي:  تحرير الرمادي تحقق بالإرادة والإصرار والدماء الزكية لأبناء الشعب العراقي الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " الوسطية والإعتدال هما الطريق الأصلح لإدارة البلاد بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية جهاز مكافحة الارهاب يعلن اعتقال 12 عنصراً من "داعش" في الرمادي حزب الدعوة الاسلامية يستنكر اعدام الشيخ المجاهد نمر النمر في السعودية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش ذَهَبَتْ سَنَةٌ فَهَلْ يُقبلُ عَامٌ؟! رأي اليوم ... إعدام عالم الدين الحر الشيخ نمر النمر رئيس البرلمان : المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء حالة الدمار والمآسي التي تشهدها المناطق المحررة رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية صحف اليوم: تهتم بـ تداعيات إعدام النمر وتعهد الحكومة بتوفير رواتب الموظفين والمتقاعدين خلال العام الجاري طـــل الصبــــاح أولك علوش عمليات بغداد: احباط عملية انتحارية عيد ميلاد سعيد والدعو الى التعايش والتسامح والمحبة قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية مقتدى الصدر يجدد دعمه للأسرة الصحفية العراقية ويشيد بتضحياتها منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان وزيرة الصحة والبيئة توعز بتخصيص جناح لمعالجة جرحى الحشد
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك