اماني الطامحين وأحجية الثقة

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 663 views » طباعة المقالة :

 

د. ولي علي
يستدعي مفهوم (الوثوق) جملة من الالتزامات في كل حقل من حقول الحياة، ويكتسب أهمية بالغة في العلاقات العامة والخاصة، وقد تم توظيفه في الحقل السياسي من خلال الانظمة الديمقراطية بوصفها علاقة (طوعية اختيارية) تقوم على أساس التفويض المعتمد على الاهلية والقبول، لذا، فإن الثقة في الحكومات الديمقراطية بمثابة شريان الدم الذي يغذيها بأسباب الوجود والديمومة.
مثلها مثل كل شيء في عالم السياسية الممسوس بلعنة المصالح وصراع النفوذ، فإنها (أي الثقة) لا تمنح ولا تسحب في كل الاحوال على أسس موضوعية، بل تتدخل عوامل مختلفة، تتعلق بترسيمة خارطة العلاقات والتحالفات القائمة تحت مظلة السلطة التي تجمع القوى المانحة للثقة، لذلك فإن أحجية المنح والسحب، لا تسير دائما على خط مستقيم.
بعد ان تجاوز المشهد السياسي العراقي حالة اختناق شديدة، كادت أن تقضي على آخر أنفاسه، لولا التدارك الذي تم عبر تشكيل حكومة السيد الكاظمي، ومع أن هذه الحكومة محدودة التوقيت ومحددة المهام، ويرتبط وجودها بشكل مصيري بإجراء الانتخابات المعلن عنها في منتصف عام 202 1
إلا أن القوى الطامحة لتوظيف السلطة بشكل منظم في المخرج الانتخابي لا يهدأ لها بال، وهي تقترب تدريجياً من حقيقة لا مجال لنفيها والمتمثلة بإنفاذ الانتخابات، لذلك، عقدت العزم على تحريك الغبار المنثور في هذه الزاوية او تلك من اجل توسيع دائرة المشهد الضبابي الذي يمكنها من التحرك فيه، وخلق صورة قاتمة تدفع نحو اخراج الاصوات الهامسة سراً بمطلب سحب الثقة الى العلن.
يحاول الطامحون إعلاء الصراخ تحت عنوان ضعف الحكومة، وعدم قدرتها على انجاز مهامها، وتكريس مقولة (ان حكومة الكاظمي مجرد اعلانات اعلامية دون وقائع على الارض)، ويستعرضون بطولات للانجاز الحكومي في ازمنة مضت بطريقة وكأنهم يخبرون عن مجهول، كما أنهم يقدمون أنفسهم ك (منقذ سحري) يشافي كل أدواء العراق حالما يمسكون عصا السلطة، متناسين، ان ذاكرة الناس قوية بالقدر الذي تتذكر فيه ما يتعلق بسيرتهم العملية في الازمنة التي كانت بيدهم اشكال مختلفة من المسؤولية.
من المؤكد، ان الحكومة الحالية تواجه تحديات كبيرة، وتعوقها عقبات وحواجز كثيرة، وربما لم تكن النموذج الكامل إلا انها في كل الاحوال خياراً مصيراً لم نستطيع التوافق عليه إلا بشق الانفس، كما انها، لا تزال واضحة ومخلصة للمهمة الاساس التي جاءت من اجلها، والمتمثلة بالانتخابات، مضافاً إلى كل هذا، فإن اوضاع البلاد العامة والخاصة، لم ولن تتحمل هزة سياسية جديدة، فالدخول مجدداً في نفق التجاذب السياسي، والصراع على رئاسة الوزراء، واحجية الكتلة الاكبر، يعني بعبارة واضحة وصريحة وفي احسن الاحوال (توقف الرواتب والنفاقات الضرورية لاكثر من ستة اشهر او حتى سنة، تردي الاوضاع الصحية ونكوصها، شلل اقتصادي، اختناق سياسي، اوضاع امنية هشة قابلة للاختراق، ازدهار للقوى الظلامية والجريمة المنظمة والسلاح المنفلت، المزيد من الانشطارات والصراعات المكوناتية…. الخ)، ومع كل تلك الاحوال، فإن أقصى ما يمكن ان تحققه الحكومة الجديدة المزعومة تنفيذ الوعد بالانتخابات، وهي ما تقوم عليه هذه الحكومة بشكل جدي.
اتفهم جيداً، ان هؤلاء قلقون من اوضاع الانتخابات وترسيمتها الجديدة، واتفهم ايضا، ان المسك بزمام السلطة في حالة (استثمارها) سيوفر فرصاً عظيمة للفوز بمساحة كبيرة من الاصوات، إلا ان هذه الاماني تصاحبها ضرائب فادحة يمكن ان تجر البلاد الى منطقة الدولة الفاشلة او الاحتراب الاهلي، وهي ضرائب اكبر قيمة من قدر كل القوى السياسية.

1

التعليقات :

اكتب تعليق

مذكرة تفاهم في مجال الاتصالات والإعلام بين العراق وتركيا
السوداني يوجه بالإعلان عن مشروع مدينة الصدر الجديدة
فتح باب التقديم على رئيس مجلس الخدمة العامة واعضائه
للاستخبارات والامن تطيح بعصابة تتاجر بالعملة المزورة في بابل
البنك المركزي: نسبة الائتمان النقدي ترتفع خلال عام 2023
تأثير مشاهير المحتوى السلبي في مواقع التواصل الاجتماعي على المجتمع
اللغة العربية في عالم الذكاء الاصطناعي.. فاعلة أم تابعة؟
الخزعل يبحث مع  عبد المهدي تطورات الأوضاع في البلاد
 قرار المحكمة الاتحادية: مفوضية بغداد ستجري انتخابات كردستان
بالجرم المشهود .. الأمن الوطني يضبط كميات كبيرة من الأسلحة والأعتدة
 السوداني يستقبل رئيس لجنة الاتحاد الروسي للمصنعين ورجال الأعمال
قرار المحكمة الاتحادية بشأن توطين رواتب موظفي إقليم كردستان
 نيجيرفان بارزاني: عدم تطبيق الفدرالية هو مصدر مشاكل العراق
القائد العام للقوات المسلحة العراقية يترأس جلسة للمجلس الوزاري للأمن الوطني
السوسن العالمية تتوّج الصحفية إسراء الجوراني بلقب ملكة جمال الصحافة في العراق للعام ٢٠٢٤
تقرير حكومي يكشف ان وزارة الكهرباء حصلت على المرتبة الأولى من بين الوزارات والمؤسسات الحكومية للاستجابة للشكاوى للمناشدات.
تسجيل الوكالات والمواقع الإلكترونية وفق معايير ورسوم 150 الف سنويا”
برومو لمادة فلمية ذكرى تاسيس وزارة الداخلية 9 كانون
هيئة الإعلام ماضية بدعم المؤسسات الإعلامية في إطار مسؤوليتها القانونية ومكافحة الابتزاز الإلكتروني
ابتزاز من جهات فاسدة لإيقاف حملات التوعية للمجتمع العراقي
الهند تفرض على آبل تزويد هواتفها بـ”زر الخطر”
الجبوري: يفتتح مشروع الرصد الاشعاعي المبكر
وزير التخطيط يبحث مع جامعة النيلين السودانية آفاق التعاون العلمي بين البلدين
وزير التخطيط يلتقي محافظ واسط ويبحث معه واقع المشاريع المتوقفة واليات تنفيذها
السفارة الأمريكية تُدين التفجيرات الانتحارية بالقرب من الاسكندرية
وكيل وزارة التخطيط، يطلع على مراحل انجاز مبنى الجهاز المركزي للتقييس في البصرة
الفنان اللبناني اياد يصدر بياناً توضحيا ويؤكد الاعلامي زكريا فحام ما زال مدير أعمالي
الخيكاني: يهني الاسرة الصحفية بمناسبة العيد الوطني للصحافة العراقية
التميمي: يطالب بتسليم الملف الامني لـ (وزارة الداخلية) في بغداد
داعش اكل لحوم البشر
زيجيتش يعترف: كنت على وشك الانضمـــام لآرسنـــــال
الصدر يهاجم الرئاسات الثلاث والكتل السياسه ويدعو لتخصيص حصة نفط لكل مواطن عراقي
افتتاح الدورة الخامسة للمهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية
أستذكار مؤسس المسرح الحديث..حقي الشبلي أول الرواد الداعمين لحركة التمثيل في العراق
وزير التخطيط يبحث سبل تعزيز الدعم للمشروع الوطني لتشغيل الشباب مع مؤسسة التمويل الدولية
اذا كانت الانتخابات محسومة ومزورة كما يتصور الآخرين
خلاف بين عناصر داعش حول شخص الخليفة
بلاغة الأنساق الاتصالية ووظائفها.. في نهج البلاغة
البيت الثقافي البابلي: محاضرة عن تاريخ وبدايات فن التصوير
البيئة: قرب انتهاء استعدادات الوفد الرسمي والفني المشارك في  COP 28
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. " وفد رابطة الإعلاميين الشباب يطمئن على صحة المراسل الحربي "علي نجم" إعدام صوت الحق والحرية الشيخ نمر باقر النمر الأعمار:  شركة أشور العامة توقع عقدا مع مديرية البلديات العامة لتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في المثنى وذي قار الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الخيكاني يبحث مشروع تنفيذ الطرق الحدودية الرابطة بين العراق والدول المجاورة الدراجي: يعقد اجتماعاً لبحث آليات العمل بعد عملية دمج الشركات الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الراوي....جهودنا مستمرة لمواصلة لم الشمل بين طوائف شعبنا الرمادي تحررت من داعش السيف مقابل اللسان الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الفهداوي: يفتتح محطة كهرباء الديوانية الغازية بطاقة اجماليه 500 ميكاواط الكيمياء الحياتية الطبية في كلية طب المستنصرية يباشر بتدريب الطلبة في المركز الوطني لعلاج وبحوث السكري المالكي: يدعو نقيب الصحفيين ورؤساء النقابات المهنية الى الطعن بفقرة رفع الدعم عنها المرصد العراقي للحريات الصحفية يدين اعتداء عناصر من قوات سوات على صحفي في الديوانية الموارد المائية تعلن عن تأسيس جمعية للمنتفعين من المصدر المائي المشترك الوائلي:  تحرير الرمادي تحقق بالإرادة والإصرار والدماء الزكية لأبناء الشعب العراقي الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " الوسطية والإعتدال هما الطريق الأصلح لإدارة البلاد بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية جهاز مكافحة الارهاب يعلن اعتقال 12 عنصراً من "داعش" في الرمادي حزب الدعوة الاسلامية يستنكر اعدام الشيخ المجاهد نمر النمر في السعودية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش ذَهَبَتْ سَنَةٌ فَهَلْ يُقبلُ عَامٌ؟! رأي اليوم ... إعدام عالم الدين الحر الشيخ نمر النمر رئيس البرلمان : المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء حالة الدمار والمآسي التي تشهدها المناطق المحررة رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية صحف اليوم: تهتم بـ تداعيات إعدام النمر وتعهد الحكومة بتوفير رواتب الموظفين والمتقاعدين خلال العام الجاري طـــل الصبــــاح أولك علوش عمليات بغداد: احباط عملية انتحارية عيد ميلاد سعيد والدعو الى التعايش والتسامح والمحبة قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية مقتدى الصدر يجدد دعمه للأسرة الصحفية العراقية ويشيد بتضحياتها منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان وزيرة الصحة والبيئة توعز بتخصيص جناح لمعالجة جرحى الحشد
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك