كاظم الحجاج بين هولندا وقطر!!

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 1٬365 views » طباعة المقالة :
فالح حسون الدراجي

 

فالح حسون الدراجي

بغداد: شبكة ع.ع .. في عيادة طبيبة العيون بمدينة سان دييغو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، التقيتُ قبل أيام بأستاذ (بروفسور) مصري، يدرِّس أدب اللغة العربية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وقد جاء هذا الأستاذ المصري الى أمريكا، لمراجعة هذه العيادة الشهيرة، وإجراء فحوصات طبية لعينيه، فهو مثلي يعاني من مشاكل عويصة تهدد بصره. ولأن الانتظار طويل ومزعج هناك، فقد حاول الرجل قتل الوقت بالدردشة معي، خاصة بعد معرفته بجنسيتي العراقية، فراح يسألني عن الأوضاع في العراق، وعن تنظيم داعش، ثم سألني عن الصحافة العراقية – عندما علم أني صحفي- وعن الشعر ايضاً، لينتهي عند نبأ رحيل الشاعر العامي عبد الرحمن الأبنودي، ويستذكر علاقته بهذا الشاعر الكبير، بل، ويقرأ قصيدة عامية من شعر الأبنودي.

فكانت هذه القصيدة مفتاحاً للحديث عن الشعر العامي العربي، وعن عموم الشعر، لنعرج بعدها على قصيدة (السهل الممتنع)، تلك القصيدة التي تؤدي مهام الشعرية العامية، لكن ببدلة (فصيحة) أنيقة، فأستذكر الأستاذ عدداً من شعراء هذا اللون كنزار قباني وأحمد مطر ولميعة عباس عمارة وغيرهم. ولم أفوت الفرصة فشاركت في هذا الموضوع بذكر أسماء شعراء عراقيين يكتبون في ذات الخط الشعري الإبداعي ايضاً، مثل گزار حنتوش، وجواد الحطاب، وعدنان الصائغ، ونصيف الناصري، وغيرهم. لكني تذكرت في تلك اللحظة الشاعر الكبير كاظم الحجاج، وبعض قصائده الساخرة التي تشبه المناشير السرية في شدة اختصارها، وروعة غايتها، وارتفاع فنيتها. وبلا مقدمات، طلبت من البروفسور المصري أن يسمع هذه المقاطع الرائعة من قصيدة (أنظر بعين من نهرين)، للشاعر كاظم الحجاج، والتي أحفظها عن ظهر قلب. فرحب الرجل بل فرح جداً. فقرأت له هذه الأبيات الجريئة:

(أنا لا أصلي!

أنا أتوضأ، دون صلاةٍ، وهذي شماليْ.

أعف وأطهر ممن يصلي نهاراً، ويسرق في الليل خبز عيالي ..

أنا لا أصوم!

أنا صائم منذ ستين عامْ

أجوع وآكلُ

لكنني لا أبسمل عن لقمةٍ بالحرامْ

أنا لا أزكي!

فمن أين ليْ؟

وحتى لحافي.. قصير على أرجلي )!!

فرفع الأستاذ المصري رأسه، وقال لي:

أين يعيش هذا الشاعر؟

قلت: في وسط البركان!!

فصرخ بالطريقة الأمريكية قائلاً : واو !!

ثم سألني قائلاً: أمجنون هذا؟

قلت له: نعم؟

فضحك، وقال: ماذا قلت اسمه؟

قلت: كاظم الحجاج.. شاعر بصري جداً.

ثم أكملت: وعراقي وطني جداً. بحيث يصعب عليَّ وصف، وتصوير حجم، وطنيته، لأني بصراحة لم أجد في أمة العرب مقاساً بحجم وطنيته !

فقال: ماذا تقصد؟

قلت: أقصد أن وطنية كاظم الحجاج (نشاز) في زمننا الحالي، سواء في العراق أو في الوطن العربي، لذا ليس غريباً أن أقول إني لم أجد شخصاً بهذا الحجم الشاسع والواسع من (الوطنية) -رغم ضآلة جسم الحجاج -يصلح أن يكون مقياساً نقيسُ عليه أحجام الوطنيين.

فقاطعني قائلاً: أظنك ذكرت كلمة (ضآلة)، فهل هو ضئيل؟

قلت له: عفواً، هو ليس ضئيلاً، إنما هو نحيل فقط، إذ كيف يكون ضئيلاً من كان حجمه بحجم قصائده العظيمة؟

قال: أنت الذي قلت!!

قلت له: أنا ذكرت بأن جسمه ضئيل، وليس شخصه، فثمة فرق بين الجسد، والكيان.. وللتأكيد على ذلك، فإن الحجاج نفسه ذكر ذلك حين قال:

(لأني نحيل

لم أكلف الرب طينا ليخلقني) !!

وقال الحجاج ايضاً:( خير الرجال ما قلَّ ودل)!!

فضحك البروفسور المصري، وقال: هذا الشاعر مدهش خالص!!

ثم سألني قائلاً: أهو صديقك؟

قلت: أفخر أن الحجاج كاظم صديقي..

فقال متسائلاً: واللهِ؟!

قلت: نعم واللهِ، فصداقة (نهر) تشرف كل الجداول والأشجار والكائنات التي تروي عطشها بمائه.. وكاظم الحجاج نهر ماء عذب.

قال: وبمن مِن العراقيين تفخر أيضاً ؟

قلت: أفخر بأني عشت في زمن، عاش فيه ايضاً الجواهري، والنواب، وعبد الكريم قاسم، وعلي الوردي، وعمو بابا، وجواد سليم، وفائق حسن، ويوسف الصائغ، وجميل بشير، وداخل حسن، ومحمد سعيد الصگار، ومحمد خضير، وكاظم الحجاج، وغيرهم من قمم الزمان العراقي الكبيرة.

قال: ما هو البيت الذي تردده من شعر صديقك الحجاج؟

قلت: البيت الذي يقول فيه الحجاج:

(كنّا أربعينْ- منعوا أرجلَنا أن تنثني- فجلسنا واقفين!!

فصاح البروفسور المصري: الله الله.. أيه الروعة دي ؟

ثم قال لي: اقرأ له بعد رجاء؟

قلت: يقول الحجاج :ً

(نَفك صُرَّةَ الحزن بوجه الضريح

نبكي – يقول والدي – .. لنستريح

فالشرقُ دمعتانِ:

للحسين- يا بنيَّ- و … المسيح)

وحين انهيت قراءة هذه الأبيات، لم أسمع منه كلمة اعجاب هذه المرة.. كما لم يطلب مني أن أزيده شعراً . فأدركت أن بيتاً، أو اسماً ذكرته، قد أزعجه، فراح ظني الى اكثر من سبب!!

وبناء على هذا الظن، قررت أن أغيظه، فقلت له:

يقول الشاعر الكبير كاظم الحجاج:

(في حُلم من أحلامي، خيّرني ربّي أن أمسح عن الوجود

واحدةً مِن اثنتين: هولندا أو .. قطر؟

وحتى من دون أن أرمشَ متردداً، أبقيت هولندا؛

لأنها قدمت إلى عيون البشر ثلاث متعٍ ملوّنة لا تفنى:

رامبرانت.. فان كوخ.. وستار كاووش العراقي

ثم إنها لم ترسل إلينا، بالبريد المسجّل، أيّ إرهابيّ هولنديّ)

1

التعليقات :

اكتب تعليق

مذكرة تفاهم في مجال الاتصالات والإعلام بين العراق وتركيا
السوداني يوجه بالإعلان عن مشروع مدينة الصدر الجديدة
فتح باب التقديم على رئيس مجلس الخدمة العامة واعضائه
للاستخبارات والامن تطيح بعصابة تتاجر بالعملة المزورة في بابل
البنك المركزي: نسبة الائتمان النقدي ترتفع خلال عام 2023
تأثير مشاهير المحتوى السلبي في مواقع التواصل الاجتماعي على المجتمع
اللغة العربية في عالم الذكاء الاصطناعي.. فاعلة أم تابعة؟
الخزعل يبحث مع  عبد المهدي تطورات الأوضاع في البلاد
 قرار المحكمة الاتحادية: مفوضية بغداد ستجري انتخابات كردستان
بالجرم المشهود .. الأمن الوطني يضبط كميات كبيرة من الأسلحة والأعتدة
 السوداني يستقبل رئيس لجنة الاتحاد الروسي للمصنعين ورجال الأعمال
قرار المحكمة الاتحادية بشأن توطين رواتب موظفي إقليم كردستان
 نيجيرفان بارزاني: عدم تطبيق الفدرالية هو مصدر مشاكل العراق
القائد العام للقوات المسلحة العراقية يترأس جلسة للمجلس الوزاري للأمن الوطني
السوسن العالمية تتوّج الصحفية إسراء الجوراني بلقب ملكة جمال الصحافة في العراق للعام ٢٠٢٤
تقرير حكومي يكشف ان وزارة الكهرباء حصلت على المرتبة الأولى من بين الوزارات والمؤسسات الحكومية للاستجابة للشكاوى للمناشدات.
تسجيل الوكالات والمواقع الإلكترونية وفق معايير ورسوم 150 الف سنويا”
برومو لمادة فلمية ذكرى تاسيس وزارة الداخلية 9 كانون
هيئة الإعلام ماضية بدعم المؤسسات الإعلامية في إطار مسؤوليتها القانونية ومكافحة الابتزاز الإلكتروني
ابتزاز من جهات فاسدة لإيقاف حملات التوعية للمجتمع العراقي
استشهاد صحفي من قناة الغدير وإصابة صحفيين اثنين في ديالى
المرجع اليعقوبي يدعو لبناء دولة الإنسان لأنها أسمى وأرقى من دولة القانون
وزير الخارجية النمساوي يعلن إعادة فتح سفارة بلاده في بغداد سياسية
خلال لقائه مجموعة من مقاولي البصرة وميسان .. وزير التخطيط : الحكومة حريصة على تسديد المستحقات المالية رغم صعوبة الظروف الاقتصادية
رحيل الفريق المناضل الفلسطيني عثمان ابو غريب
المستنصرية: مناقشة ارتفاع نسبة قبول الإناث مقارنة بالذكور في كليات الطب
الصحة: اعادة الحياة لمريض بعد وفاته بساعتين
وزير التخطيط يترأس اجتماعاً موسعاً لبحث آليات تحسين الواقع الخدمي في محافظة بغداد
التقاعد العامة: رواتب المتقاعدين تطلق غداً مع زيادة الـ 100 ألف دينار
داعش ينحر (7) اشخاص من اهالي الموصل
الحكم بالمؤبد على مؤذن جامع وموظف في الرمادي
مقتل مسؤول التجنيد لداعش في تلعفر
اللامي: يدعو السياسيين والصحفيين الى مواجهة الشائعات بذكرى تأسيس وكالة «نينا»
نقابة الصحفيين تحدد السبت المقبل  توزيع سندات الأراضي السكنية
رسم العلم العراقي على جدران أحياء الموصل
كادر طبي عراقي ينجح في رفع ورم دموي بحجم 4x5x8 سم من رأس طفل
السوسن العالمية تتوج ليليان أبو مسلم ملكة جمال أخصائيات التجميل العرب للعام 2022
29 شهيدا تضحيات الاسرة الصحفية العراقية 2015 غالبيتهم من ضحايا اجرام داعش
الراوي….جهودنا مستمرة لمواصلة لم الشمل بين طوائف شعبنا
التميمي تطمئن: اوضاع البنك المركزي مستقرة وهذا ضمانة لتحريك الاقتصاد العراقي
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. " وفد رابطة الإعلاميين الشباب يطمئن على صحة المراسل الحربي "علي نجم" إعدام صوت الحق والحرية الشيخ نمر باقر النمر الأعمار:  شركة أشور العامة توقع عقدا مع مديرية البلديات العامة لتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في المثنى وذي قار الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الخيكاني يبحث مشروع تنفيذ الطرق الحدودية الرابطة بين العراق والدول المجاورة الدراجي: يعقد اجتماعاً لبحث آليات العمل بعد عملية دمج الشركات الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الراوي....جهودنا مستمرة لمواصلة لم الشمل بين طوائف شعبنا الرمادي تحررت من داعش السيف مقابل اللسان الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الفهداوي: يفتتح محطة كهرباء الديوانية الغازية بطاقة اجماليه 500 ميكاواط الكيمياء الحياتية الطبية في كلية طب المستنصرية يباشر بتدريب الطلبة في المركز الوطني لعلاج وبحوث السكري المالكي: يدعو نقيب الصحفيين ورؤساء النقابات المهنية الى الطعن بفقرة رفع الدعم عنها المرصد العراقي للحريات الصحفية يدين اعتداء عناصر من قوات سوات على صحفي في الديوانية الموارد المائية تعلن عن تأسيس جمعية للمنتفعين من المصدر المائي المشترك الوائلي:  تحرير الرمادي تحقق بالإرادة والإصرار والدماء الزكية لأبناء الشعب العراقي الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " الوسطية والإعتدال هما الطريق الأصلح لإدارة البلاد بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية جهاز مكافحة الارهاب يعلن اعتقال 12 عنصراً من "داعش" في الرمادي حزب الدعوة الاسلامية يستنكر اعدام الشيخ المجاهد نمر النمر في السعودية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش ذَهَبَتْ سَنَةٌ فَهَلْ يُقبلُ عَامٌ؟! رأي اليوم ... إعدام عالم الدين الحر الشيخ نمر النمر رئيس البرلمان : المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء حالة الدمار والمآسي التي تشهدها المناطق المحررة رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية صحف اليوم: تهتم بـ تداعيات إعدام النمر وتعهد الحكومة بتوفير رواتب الموظفين والمتقاعدين خلال العام الجاري طـــل الصبــــاح أولك علوش عمليات بغداد: احباط عملية انتحارية عيد ميلاد سعيد والدعو الى التعايش والتسامح والمحبة قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية مقتدى الصدر يجدد دعمه للأسرة الصحفية العراقية ويشيد بتضحياتها منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان وزيرة الصحة والبيئة توعز بتخصيص جناح لمعالجة جرحى الحشد
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك