كلمة الجبوري خلال افتتاح اجتماع اللجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 1٬393 views » طباعة المقالة :
سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي

 

بغداد: شبكة ع.ع .. النص الكامل لكلمة رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري خلال افتتاح اجتماع اللجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

ايها الاخوة الاكارم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 أرحب بكم بكم في عاصمة الخلافة العباسية بغداد واتمنى لكم سداد العمل وتوفيقه من الحي القيوم تبارك وتعالى وطيب الاقامة، واؤكد ثنائي وتقديري للعمل الباهر الذي انجز خلال الدورة السابقة، والذي نسعى جميعا الى تطويره واكسابه آفاقا اوسع ومديات ارحب تنعكس على امتنا الاسلامية بتآزر حقيقي وتكافل صميمي.

نعم كل الحب والترحاب الوفود التي حضرت الى بغداد متحدية كل اقاويل التعتيم والتهويل ، حين وضعت نصب أعينها انها تغذ السير الى بغداد ، قبلة العلم والعلماء وحاضرة الامة لقرون من الزمن وهي تنتظر القدوم المبهج للاشقاء والاخوة والاصدقاء ، وهي تجمعهم بحب وإخاء متطلعة الى ظروف أفضل وأكثر استقرارا ، وهي مع ذلك لا زالت عروس العواصم واحاديث الشعراء ، ولا زالت ضفتي النهر في الرصافة والكرخ ، كأنها تردد قول الشاعر مصطفى جمال الدين

بغداد ما اشتبكت عليكِ الاعصرُ

 إلا ذوت ووريق عمرك أخضرُ

مرّت بك الدنيا وصبحك مشمسٌ

 ودجت عليك ووجه ليلك مقمرُ

وقست عليك الحادثات فراعها

 ان احتمالك من أذاها اكبرُ

اخوتي الاكارم

مما لا شك فيه ان الامم الحية هي من تحول التحديات مهما بلغت جسامتها الى انبعاثات نحو التجديد والتطوير، انبعاثات توفر لها منعة اقوى ودورا افعل واجدى في رسم العالم الجديد، ولما كانت امتنا الاسلامية من الامم الحية، برسالتها السمحاء العابرة للازمنة والامكنة، وبثرواتها الطبيعية الهائلة والبشرية الخلاقة والمبدعة، من الامم التي كان لها دور مشهود في صياغة التاريخ الانساني في افضل تجلياته، وريادة المشروع الحضاري المدني، فانها مؤهلة لان تؤدي دورا مهما في تفكيك عناصر الازمات التي تمثل محور انشغال العالم ومحط اهتمامه.

ومثل هذا الدور لا يمكن ان يشخص على ارض الواقع ان لم تنهض الدول الاسلامية مجتمعة وبارادة واحدة وحزم واحد بوضع استراتيجية اسلامية شاملة لمواجهة عدة تحديات اساسية تأتي في مقدمتها التحديات الامنية الخطيرة المتمثلة في الارهاب الذي اتخذ من ديار المسلمين ميدانا لوحشيته واستهدافه لكل ما هو انساني، واتخذ من الاسلام الحنيف غطاء زائفا لمشروعه التدميري للحضارة الانسانية والمجتمعات المتطامنة التواقة للخير والمحبة والسلام، ولان الارهاب اتخذ الجغرافية الاسلامية مكانا والاسلام شعارا زائفا، فان مواجهته حتمية تاريخية على الدول الاسلامية، عبر القضاء على عصاباته اينما كانت، وتحريم افكاره، وحل المشكلات الامنية في بعض الدول الاسلامية التي استغلها الارهاب بافق اسلامي ورؤية حريصة على انقاذ اي عضو في الجسد الاسلامي مما يؤلمه ولو بالسهر والحمى.

وبحتمية تاريخية ايضا، تجب علينا مواجهة التحديات الخطيرة الناجمة عن انتشار اسلحة الدمار الشامل في منطقتنا على وجه التحديد، فالمسؤولية الشرعية تدعونا الى المطالبة باخلاء منطقتنا الملتهبة من تلك الاسلحة اخلاء كليا وليس انتقائيا، ووضع برنامج موحد لانقاذ اجيالنا الحاضرة والمقبلة من كوارث ابادة قد تنجم عن استخدام هذه الاسلحة في اي مكان من العالم، وفي الوقت عينه لا بد من التوكيد على شرعية حق الدول الاسلامية في امتلاك حلقات الاستخدام السلمي للبرامج النووية.

ايتها الاخوات

ايها الاخوة

يتعين علينا ونحن نتصدى لوضع استراتيجية اسلامية جديدة ان نتعمق في وضع الحلول الجذرية للتحديات الداخلية لإمتنا، ومنها الاسهام في برامج التنمية للدول ذات الامكانيات الاقتصادية ومعالجة اختلالات اقتصاداتها وتوفير الحياة الكريمة لابنائها وفي الوقت عينه ان نبذل اقصى ما يمكننا من جهد ومن مال لانقاذ اللاجئين من محنهم القاسية ومعالجة الفقر بجميع تمثلاته واينما كان، وذلك هو واحد من اهم دروس الرسالة المحمدية الشريفة، كما يتعين علينا ان نضع ضوابط قانونية جماعية لحماية الطوائف والمكونات غير المسلمة التي شاركتنا السراء والضراء وكانت لها ايد بيض في تاريخنا.

 ولا بد من رفد مسار الحوار بين الحضارات بافكار جديدة تحوله من حوار نيات طيبة الى حوار انساني يعالج كل الملفات الشائكة في ميدان العلاقات بين الامم والشعوب.

 ومن المؤكد ان تصدي اللجنة التنفيذية وهي الحلقة الاهم في اتحاد البرلمانات الاسلامية لملفات حقوق الانسان في بلداننا والانتكاسات الخطيرة للوضع البيئي في اوطاننا وفي العالم بأسره، والمعضلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية القائمة والتي ستنشأ لاحقا، سيوفر للاتحاد قدرة مفصلية على ان يكون محركا من اهم محركات صناعة الحياة الجديدة في امتنا الاسلامية.

 ومن هنا اجد انه من اللازم ان نعمل معا كسلطات تشريعية على تأسيس فكر تشريعي متنور يأخذ بنظر الاعتبار التحديات والحلول والواقعية والنظرية على حد سواء ويجمع بين حاجة الدول والشعوب ويوفر الظروف الملائمة للعبور بالامة من ازمتها الخطيرة الى ضفة الاستقرار والأمن والسلام ، وكل ذلك يحتاج الى مزيد من التواصل البناء في الحوار والتبادل العاجل في الخبرات والمعلومات والتكامل في المقدرات والقدرات بين بلداننا على وجه العموم ومؤسساتنا التشريعية على وجه أخص وأدق .

اخواتي وإخوتي الاكارم

ومع انطلاق اعمال هذا اللقاء التاريخي المهم في بغداد ، يتجدد الأمل والتفاؤل باللحمة الاسلامية الواعدة ، خصوصا ونحن في ظرف لا يمكن وصفه الا بالحاسم فالشعوب الاسلامية امام تحد الهوية الواضحة التي تحافظ على الموروث والثابت وتنطلق نحو المستقبل والاخر بانسيابية واتساق ووتيرة منتظمة  تتعاطى مع متطلبات العصر ومقتضيات الازمة بارادة جامحة مبدعة صلبة في الفهم ومرنة في الأداء .

 ان ما تمر به بعض شعوبنا الاسلامية من اوضاع خطيرة ومؤلمة وحساسة يستدعي منا تحفيز كل طاقاتنا للاستدراك والمعالجة ، فما يحصل في ليبيا واليمن وسوريا والعراق من اقتتال وصراع مع الارهاب الذي يلبس ثوب الدولة او مع الدولة التي تلبس ثوب الارهاب يعد نهجا كارثيا الخاسر فيه هي الشعوب مع تهاوي بنى الدول وانهيار انظمتها وهلاك الحرث والنسل فيها وتغلب قانون القوة بدلا من قوة القانون ، وانقضاض الشهوات الشرهة على قصعة الفقراء والضعفاء وأرواحهم ، ولذا فلا بد من جهد اممي جامع للخروج من هذه الازمة ، واعتقد ان ذلك لن يكون الا بتسوية تاريخية شاملة لقضايا المنطقة وفق منهج تبادل الحلول لا تقاطعها وتكاملها لا تمانعها ، وكل ذلك يتطلب قمة إسلامية شجاعة وحاسمة يضع الجميع فيها بحسبانهم دفع أثمان باهضة من التنازلات للوصول الى الحل الناجع .

اسمحوا لي ايتها الاخوات وايها الاخوة ان اجدد لكم التعبير عن سعادتنا وانتم في عاصمة الاسلام الثانية بغداد سائلا الرحمن الرحيم ان يأخذ بايدينا جميعا الى مافيه خير امتنا الاسلامية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

1

التعليقات :

اكتب تعليق

مذكرة تفاهم في مجال الاتصالات والإعلام بين العراق وتركيا
السوداني يوجه بالإعلان عن مشروع مدينة الصدر الجديدة
فتح باب التقديم على رئيس مجلس الخدمة العامة واعضائه
للاستخبارات والامن تطيح بعصابة تتاجر بالعملة المزورة في بابل
البنك المركزي: نسبة الائتمان النقدي ترتفع خلال عام 2023
تأثير مشاهير المحتوى السلبي في مواقع التواصل الاجتماعي على المجتمع
اللغة العربية في عالم الذكاء الاصطناعي.. فاعلة أم تابعة؟
الخزعل يبحث مع  عبد المهدي تطورات الأوضاع في البلاد
 قرار المحكمة الاتحادية: مفوضية بغداد ستجري انتخابات كردستان
بالجرم المشهود .. الأمن الوطني يضبط كميات كبيرة من الأسلحة والأعتدة
 السوداني يستقبل رئيس لجنة الاتحاد الروسي للمصنعين ورجال الأعمال
قرار المحكمة الاتحادية بشأن توطين رواتب موظفي إقليم كردستان
 نيجيرفان بارزاني: عدم تطبيق الفدرالية هو مصدر مشاكل العراق
القائد العام للقوات المسلحة العراقية يترأس جلسة للمجلس الوزاري للأمن الوطني
السوسن العالمية تتوّج الصحفية إسراء الجوراني بلقب ملكة جمال الصحافة في العراق للعام ٢٠٢٤
تقرير حكومي يكشف ان وزارة الكهرباء حصلت على المرتبة الأولى من بين الوزارات والمؤسسات الحكومية للاستجابة للشكاوى للمناشدات.
تسجيل الوكالات والمواقع الإلكترونية وفق معايير ورسوم 150 الف سنويا”
برومو لمادة فلمية ذكرى تاسيس وزارة الداخلية 9 كانون
هيئة الإعلام ماضية بدعم المؤسسات الإعلامية في إطار مسؤوليتها القانونية ومكافحة الابتزاز الإلكتروني
ابتزاز من جهات فاسدة لإيقاف حملات التوعية للمجتمع العراقي
ديوان الوقف السني: افتتاح جامع سيد سلطان في السنك
مسيحيو دهوك يحتفلون بـ”أكيتو”
العراق في الارشيف الصحفي لمؤسسة” عكاظ”
القائد العام للقوات المسلحة العراقية يترأس جلسة للمجلس الوزاري للأمن الوطني
استخدام ليزر ثاني أوكسيد الكاربون لعلاج تندبات حب الشباب
الاعمار: تشارف على انجاز عدد من المشاريع الخدمية في كربلاء المقدسة
تسجيل رقم قياسي في عدد البصمات
وقفة استنكارية للقضاء على العنف ضد المرأة
مستشفى الكفيل التخصصي في موسوعة غينيس .. جمع مليون بصمة برفقة ملك الجو الطيار فريد لفته
الدينار العراقي بدلا من الدولار في التعاملات
وفود عشائرية تؤيد مشروع الاصلاحي الحكومي إمام بوابات الخضراء
تراجع أسعار النفط بشكل “كبير” عن أعلى مستوى وصلت إليه في 2016
اختتام فعاليات ورشة العمل الموسعة لإعداد الاستراتيجية الثانية للتخفيف من الفقر في العراق للسنوات 2017-2021 بمشاركة عدد من الجهات الوطنية والدولية
خلال حفل تتويج توب موديل 2019… اللبنانية دانا الحسين تفوز بلقب Miss cedars 2019
معاونا عميد كلية طب المستنصرية يتفقدون القاعات الامتحانية
داعش في الشرقاط : البيعة مقابل مواد غذائية ووقود
خلف عبد الصمد: لجنة الشهداء رفعت قانون مؤسسة الشهداءالى البرلمان لغرض التصويت عليه
أفاق الحركة الاحتجاجية في العراق
وزير التخطيط يفتتح مشروع منظومة الاتصال الفديوي بين مقر الوزارة وفروعها في بغداد والمحافظات
وزارة التخطيط تنظم احتفالية تكريم الموظف المثالي عام 2016
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. " وفد رابطة الإعلاميين الشباب يطمئن على صحة المراسل الحربي "علي نجم" إعدام صوت الحق والحرية الشيخ نمر باقر النمر الأعمار:  شركة أشور العامة توقع عقدا مع مديرية البلديات العامة لتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في المثنى وذي قار الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الخيكاني يبحث مشروع تنفيذ الطرق الحدودية الرابطة بين العراق والدول المجاورة الدراجي: يعقد اجتماعاً لبحث آليات العمل بعد عملية دمج الشركات الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الراوي....جهودنا مستمرة لمواصلة لم الشمل بين طوائف شعبنا الرمادي تحررت من داعش السيف مقابل اللسان الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الفهداوي: يفتتح محطة كهرباء الديوانية الغازية بطاقة اجماليه 500 ميكاواط الكيمياء الحياتية الطبية في كلية طب المستنصرية يباشر بتدريب الطلبة في المركز الوطني لعلاج وبحوث السكري المالكي: يدعو نقيب الصحفيين ورؤساء النقابات المهنية الى الطعن بفقرة رفع الدعم عنها المرصد العراقي للحريات الصحفية يدين اعتداء عناصر من قوات سوات على صحفي في الديوانية الموارد المائية تعلن عن تأسيس جمعية للمنتفعين من المصدر المائي المشترك الوائلي:  تحرير الرمادي تحقق بالإرادة والإصرار والدماء الزكية لأبناء الشعب العراقي الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " الوسطية والإعتدال هما الطريق الأصلح لإدارة البلاد بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية جهاز مكافحة الارهاب يعلن اعتقال 12 عنصراً من "داعش" في الرمادي حزب الدعوة الاسلامية يستنكر اعدام الشيخ المجاهد نمر النمر في السعودية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش ذَهَبَتْ سَنَةٌ فَهَلْ يُقبلُ عَامٌ؟! رأي اليوم ... إعدام عالم الدين الحر الشيخ نمر النمر رئيس البرلمان : المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء حالة الدمار والمآسي التي تشهدها المناطق المحررة رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية صحف اليوم: تهتم بـ تداعيات إعدام النمر وتعهد الحكومة بتوفير رواتب الموظفين والمتقاعدين خلال العام الجاري طـــل الصبــــاح أولك علوش عمليات بغداد: احباط عملية انتحارية عيد ميلاد سعيد والدعو الى التعايش والتسامح والمحبة قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية مقتدى الصدر يجدد دعمه للأسرة الصحفية العراقية ويشيد بتضحياتها منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان وزيرة الصحة والبيئة توعز بتخصيص جناح لمعالجة جرحى الحشد
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك