سبع سنوات عجاف من الوعود… وسؤال يُربك الحكومة

شبكة ( ع.ع) .. في مشهد عفوي لكنه صادق، وقف مواطن بصري بسيط أمام محافظ البصرة أسعد العيداني وسأله، بنبرة لا تخلو من ألم:
“شنو قدمت للبصرة خلال سبع سنوات؟”
لم يكن في السؤال شيء من التعقيد، ولم يكن وراءه ميكروفون أو منصة إعلامية، بل خرج من قلب الشارع مباشرة، ممثلًا عن آلاف من سكان البصرة الفيحاء الذين أرهقتهم الوعود وتراكم الأزمات.
العيداني، الذي يتولى منصب المحافظ منذ عام 2017، يُعتبر من أطول من شغل هذا المنصب بعد 2003، ومع ذلك ما تزال البصرة تعاني من مشكلات متراكمة في الكهرباء والماء والبنى التحتية والتعليم والبطالة.
بل إن المدينة، رغم ثروتها النفطية الهائلة، تُعد اليوم من أكثر المدن تهميشًا على مستوى الخدمات.
المواطن الذي واجه المحافظ لم يكن بحاجة إلى شرح أو تفاصيل، بل أراد إجابة واحدة:
أين الإنجاز ؟
هل تغيّرت البصرة ؟
هل تراجعت نسب الفقر ؟
هل شعر أهلها بتحسّن بسيط في حياتهم اليومية ؟
رد العيداني جاء متوترًا، ومحاولته تبرير الأداء لم تُقنع الشارع العراقي. بل إن الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ولاقى تفاعلًا واسعًا، كشف حجم الفجوة بين المواطن والسلطة المحلية.
كتب أحدهم: “المواطن هذا قال اللي بقلوب كل البصريين”، بينما قال آخر: “الكرسي أطول من إنجازاتكم”.
سبع سنوات ليست زمنًا عابرًا. هي عمر أجيال كاملة من الطلبة، وعقود من المشاريع التي كان يمكن أن تُغيّر وجه المدينة. لكنها ضاعت ما بين الصراعات السياسية، وسوء الإدارة، وغياب الرقابة الفعلية.
المحافظ، كغيره من المسؤولين، يتحدث عن تحديات كبيرة وإمكانات محدودة. لكن البصرة لا تحتاج إلى من يشرح المشكلة، بل إلى من يحلها.
والشعب تعب من لغة الوعود، فهو يرى بعينه أن الفساد يُدار، والمشاريع تُتاجر، والمحاسبة مؤجلة حتى إشعار آخر.
إن سؤال المواطن لم يكن مجرد لحظة غضب، بل صفعة وعي.
رسالة قالها وجهًا لوجه دون رتوش: “كافي صمت… حان وقت الحساب.”
فمن سيجيب؟
علي الوادي Aliwady17@