مقتل صدام في حماقة الغزو

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 2٬002 views » طباعة المقالة :
NB-114968-635504275395248995

 

بقلم: القاضي منير حداد

العالم يقترب من الحرب العالمية بعد إعدام صدام

شكل بيضة القبان في توازن القوى.. بين دول الخليج مجتمعة.. وإيران فرداً

تحت هاجس قومجي، إشتغل الطاغية المقبور صدام حسين، على إستمالة دول الخليج، التي إعتمدته مصداً إزاء أيران، وقد عادت المناوشات الباردة تدور رحاها صمتا.. يسمع صوته ولا يرى له طحين!

هل بات العالم على أهبة حرب عالمية ثالثة؟ لإعدام صدام حسين!؟ الذي كان يشكل بيضة القبان في توازن القوى.. بين دول الخليج مجتمعة، وإيران فرداً؟

إعدامه إستجابة لحكم القضاء، المبني على ويلات نكب بها العراقيون، طيلة 35 عاماً قضاها صدام رئيسا جائراً لشعب مستلب حد الإبادة الجماعية للكرد والجنوبيين والسنة والتركمان وفئات الشعب كافة، بالسلاح الكيمياوي وصواريخ الأرض أرض والإعتقالات والتغييب والـ… نهايات للأحياء خارج القدر المكتوب ربانياً عليهم.. تمكن صدام من لوي مسارات القدر، للعراقيين.. أثناء وبعد حكمه؛ إذ ما زالت لعنته تطارد أمننا وسلامنا وثرواتنا.

جفت دموع الثكالى والأرامل والأيتام، بإعدامه؛ فلا تثريب مهما ترتب على ذلك، و”اليجي من السما تتلاقفه الأرض”.

 

إبن بالضرورة

جاء صدام الى السلطة، إبناً مدللاً لأمريكا؛ بحكم كونه ضرورياً في المرحلة التي شغلها وليس محبوياً.. أؤكد: إنه ضروري وليس محبوباً.

دللته أمريكا، وألزمت العالم به؛ لأنه منفذ دقيق لمخططاتها.. قبل وبعد.. غزوه لدولة الكويت الشقيقة؛ لأنه لم يتنبه الى أن الحاجة له إنتفت، بمجرد توقف الحرب الإيرانية، وبات عبئاً على المحيط الدولي؛ لخروجه من الحرب منهاراً في نواحٍ إقتصادية وإجتماعية، أفضت به الى عزلة.. شخصية وسياسية، إستوحشها فلم يطق صبراً؛ لذلك راح يتخبط، مرة ينشئ مجلس تعاون عربي.. هو المفلس حينها، مع ثلاث دول أشد منه إفلاسا.. مصر والأردن واليمن، إنحل “التعاون العربي” من تلقاء هشاشته، وإنتسي طي الهباء تذروه الريح.. ومرة يفتعل مشكلة هنا ومشكلة هناك، ليذكر العالم بوجوده، مثل مراهق مشاكس.. مغرم بحب الظهور.

 

سنوات الغيبوبة

غزو الكويت سر أسهمت به أمريكا، التي ورطته في الإقدام على الحماقة؛ وتحولت الى طرف مناوئ محررة دولة الكويت الشقيقة؛ بغية التخلص من وهن صدام حسين على مسرح الأحداث، بعد أن إنتفت الحاجة له، ولم يرضَ الإنسحاب بهدوء.. وهنا يتضافر السر الأول مع ما تليه من أسرار.. لو شاء أن يتنازل عن الحكم، حالما لوحت له بريطانيا بذلك؛ عقابا لإعدامه الصحفي بازوفت، وهي رغبة العالم الغربي، التي تكاملت مع رغبة إيران، طوال ثمانية أعوام من الحرب، تجددت صارخة بقوة، في آذار 2003، لكنه تمنع؛ فأسقط تمثاله عنوة في ساحة الفردوس وفرت العائلة المتسلطة على رقاب العراقيين، ليلة الثلاثاء / الأربعاء 8 / 9 نيسان 2003، بإحكام قوات الإئتلاف سيطرتها على بغداد.

أمريكا لا تتردد عن إنتهاج أي سبيل يوصلها لأهدافها؛ إيمانا بمبدأ ميكافيللي، في كتابه الأمير: “الغاية تبرر الوسيلة” وعملاً به؛ حتى لو كلف دمار دول وتفرق شعوب وتشرد مجتمعات.

فرت عائلته.. أيدي سبأ.. شتاتاً، وغار هو في جحر السنجاب الذي أخرجه الأمريكان منه بإستخذاء مهين؛ مثبتاً إستمداد قوته منهم، وما أن سحبوا أيديهم إنهار حتى بقياسات الشجاعة الرجولية…

 

خريف البطريرك

عرف اليتامى بالدهاء السياسي، والغرور، الذي يؤدي الى نهايتهم، وشواهد التاريخ من هذا القبيل كثيرة، بدءاً بالإسكندر المقدوني، مروراً بأسماء مقدسة نخشى الإستشهاد بذكرها، وليس إنتهاءً ببطل رواية غابريل غارسيا ماركيز “خريف البطريرك”.

جراء كل تلك الصفات، ما كان صدام حسين، ليرتضي العيش رئيساً تقليدياً؛ لأنه من الأيتام المهووسين بأضواء السلطة؛ لذلك إنتهج معالجة جهنمية للمشكلة العارضة بينه والكويت، نتيجة فهمه الـ 9 مليارات على أنها مساعدة، والكويت منحتها له ديناً، إلا أنه لم يعطِ فسحة للحوار، فساق الجيش.. كرهاً.. لإحتلال دولة جارة شقيقة، عارضه إجرائياً 150 ضابطاً، أحجموا عن تنفيذ أمره بالغزو؛ فأعدمهم في المكان!

 

هوج جهنمي

آفة الغرور نشبت أظفار هوسها في عقله؛ مؤدية به الى خرق الأعراف الإنسانية والسياسية وحسن الجوار ولغة التفاهم الدبلوماسي، مقدماً على إقتحام سلام الأشقاء، في أبشع حماقة عرفتها المنطقة “مسودن وبيده فالة” ولأنها فظيعة؛ إضطر الى الكذب على باقي قادة الجيش؛ كي لا يمتنعوا ويضطر لإعدامهم أيضا، قائلاً بأن إسرائيل إحتلت الكويت، ولنذهب كي نحررها.

بمثل هذه الحماقات، أدار صدام أزمة المليارات التسعة، مع دولة الكويت، لاجئا لحل جهنمي أهوج، مازالت المنطقة قاطبة، تدفع فاتورته، من ثرواتها ومستقبل أجيالها وسيادتها في دولها.. العراق ودول الخليج والجميع بات يعيش على فوهة بركان الوجود الأجنبي عسكرياً والإرهاب المنبثق بين أيدينا ومن خلفنا ومن حيث لا نحتسب، وتصدير الأزمات النيابية والوزارية، من تحت قبة السلطة، لتتمظهر في الشوارع والأسواق تستعرض آلات الفناء، على شكل سيارات مفخخة وقوى خارجة على القانون تحتل مدنا وتسقط ثلثي البلد في مخالبها، تستنزف ميزانيته كي تفر الى الصحارى، وتظل خطراً داهما، يقلق أمان الدول، خاصة سوريا والعراق؛ منعا لتكامل الهلال الشيعي، مع إيران.

“داعش” عقدة في مسار التاريخ، لن تدعها القوى العالمية تتفتت؛ لأنها تريد (بعبعاً) يخيف المنطقة، كي لا تخرج عن طوعها، مثلما أبقوا صدام في السلطة، بعد هزيمته، في الكويت، العام 1991؛ ليخيفوا به دول الخليج 13 عاما متوالية، كلما رفضت دولة خليجية تسليم مشروع لشركة عالمية، طلبت من صدام تحريك لواء الحرس الجمهوري الى البصرة، وهذا هو الدور الذي لعبه تنظيم القاعدة ووريثه “داعش” ولسوف تظل المنطقة في قلق مريع الى يوم يبعثون.

1

التعليقات :

اكتب تعليق

بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي فرقد القريشي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية مروه الخفاجي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية ضحى عنبر
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية كندا حيدر
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي محمد العواد
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية رونق الجنابي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية نجبير قاسم
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي تحسين السيد
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي وليد السليطي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية ميعاد سامح
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي حيدر الأسدي
تحديات الأمن السيبراني في مجال الإعلام
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية نبا الموسوي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي مصطفى القيسي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية جيسي طنوس
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية راما العبوش
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي عبد الرحمن الغزالي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية ريام الفيصل
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية روزان نصر
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي مازن علوان
أهالي سنجار يحفرون الآبار للحصول على ماء الشرب
الأعرجي: يطلع على مراحل سير العمل في مشروع بسماية السكني
طائرات أف 16 تدمر معسكراً لتدريب عناصر “داعش” في الموصل
أعضاء رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب فرع ذي قار يشاركون باختبار الكفاءات الصحفية
وزير التخطيط يفتتح الورشة الثانية حول تطبيق معايير الجودة في الاداء الحكومي ويؤكد : الوزارة تعمل على تحسين مستوى الخدمات وتبسيط الاجراءات والحد من الروتين
التميمي تطمئن: اوضاع البنك المركزي مستقرة وهذا ضمانة لتحريك الاقتصاد العراقي
السيد الحكيم يفصح عن امنياته بمناسبه عيد نوروز
دمج قناة الحرة عراق بالمحطة الأم وتسريح عشرات الموظفين
جمعت ثقافة مشتركة عراقية _ كردية .. مؤسسة “السوسن العالمية ” تنظم مهرجان “الماسي” في اقليم كردستان العراق
داعش تعدم رجل دين في الفلوجة بتهمة ممارسة السحر
العمل : تعقد ندوة حول مؤشرات صف التوحد
الفنون الجميلة تطلق حملتها لمكافحة الفساد باختبارات الطلبة وتطبيق معيار النزاهة
سامسونغ تبتكر بطاريات “غير مسبوقة” ستحدث نقلة نوعية بعالم السيارات
التعليم: تخول رؤساء جامعات الموصل وتكريت والانبار بالتنسيق مع إقليم كردستان حول الدراسة
الجميلي يؤكد لكوبيش: مرحلة ما بعد داعش مهمة وتستدعي موقفا دوليا
منتخبنا الأولمبي يخسر من نظيره الأرجنتيني بثلاثة أهداف لهدف في أولمبياد باريس
مشاريع فك الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد
اجتماع رئيس اقليم كوردستان مع شخصيات وممثلي اﻻطياف في طوز خورماتو
صلاح الدين تعقد مؤتمرها العشائري الأول بعد تحرير المحافظة من الدواعش
وزير التخطيط يُعلنُ عن أولويات الوزارة لعام 2020 ويؤكد إنجاز النظام الداخلي والبناء المؤسسي لمفوضية الانتخابات
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الخيكاني يبحث مشروع تنفيذ الطرق الحدودية الرابطة بين العراق والدول المجاورة الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الراوي....جهودنا مستمرة لمواصلة لم الشمل بين طوائف شعبنا الرمادي تحررت من داعش الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الكيمياء الحياتية الطبية في كلية طب المستنصرية يباشر بتدريب الطلبة في المركز الوطني لعلاج وبحوث السكري المرصد العراقي للحريات الصحفية يدين اعتداء عناصر من قوات سوات على صحفي في الديوانية الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية إيمان علاوي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية رسل رياض بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية ملاك حازم بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية نورهان عادل بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية هاجر العادل بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي عبد العزيز درويش بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي محمد الفهد بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي مصطفى الأمير بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. إيناس الصافي بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. الاعلامي ساري حسام بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. محمد الفريد بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية الإعلامي: صدام هاشم بطاقة نجوم الإعلام العربي – الإعلامية السورية سهار أديب بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية جهاز مكافحة الارهاب يعلن اعتقال 12 عنصراً من "داعش" في الرمادي حزب الدعوة الاسلامية يستنكر اعدام الشيخ المجاهد نمر النمر في السعودية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش ذَهَبَتْ سَنَةٌ فَهَلْ يُقبلُ عَامٌ؟! رئيس البرلمان : المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء حالة الدمار والمآسي التي تشهدها المناطق المحررة رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية طـــل الصبــــاح أولك علوش عمليات بغداد: احباط عملية انتحارية عيد ميلاد سعيد والدعو الى التعايش والتسامح والمحبة قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية مقتدى الصدر يجدد دعمه للأسرة الصحفية العراقية ويشيد بتضحياتها منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك