مقتل صدام في حماقة الغزو

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 1٬773 views » طباعة المقالة :
NB-114968-635504275395248995

 

بقلم: القاضي منير حداد

العالم يقترب من الحرب العالمية بعد إعدام صدام

شكل بيضة القبان في توازن القوى.. بين دول الخليج مجتمعة.. وإيران فرداً

تحت هاجس قومجي، إشتغل الطاغية المقبور صدام حسين، على إستمالة دول الخليج، التي إعتمدته مصداً إزاء أيران، وقد عادت المناوشات الباردة تدور رحاها صمتا.. يسمع صوته ولا يرى له طحين!

هل بات العالم على أهبة حرب عالمية ثالثة؟ لإعدام صدام حسين!؟ الذي كان يشكل بيضة القبان في توازن القوى.. بين دول الخليج مجتمعة، وإيران فرداً؟

إعدامه إستجابة لحكم القضاء، المبني على ويلات نكب بها العراقيون، طيلة 35 عاماً قضاها صدام رئيسا جائراً لشعب مستلب حد الإبادة الجماعية للكرد والجنوبيين والسنة والتركمان وفئات الشعب كافة، بالسلاح الكيمياوي وصواريخ الأرض أرض والإعتقالات والتغييب والـ… نهايات للأحياء خارج القدر المكتوب ربانياً عليهم.. تمكن صدام من لوي مسارات القدر، للعراقيين.. أثناء وبعد حكمه؛ إذ ما زالت لعنته تطارد أمننا وسلامنا وثرواتنا.

جفت دموع الثكالى والأرامل والأيتام، بإعدامه؛ فلا تثريب مهما ترتب على ذلك، و”اليجي من السما تتلاقفه الأرض”.

 

إبن بالضرورة

جاء صدام الى السلطة، إبناً مدللاً لأمريكا؛ بحكم كونه ضرورياً في المرحلة التي شغلها وليس محبوياً.. أؤكد: إنه ضروري وليس محبوباً.

دللته أمريكا، وألزمت العالم به؛ لأنه منفذ دقيق لمخططاتها.. قبل وبعد.. غزوه لدولة الكويت الشقيقة؛ لأنه لم يتنبه الى أن الحاجة له إنتفت، بمجرد توقف الحرب الإيرانية، وبات عبئاً على المحيط الدولي؛ لخروجه من الحرب منهاراً في نواحٍ إقتصادية وإجتماعية، أفضت به الى عزلة.. شخصية وسياسية، إستوحشها فلم يطق صبراً؛ لذلك راح يتخبط، مرة ينشئ مجلس تعاون عربي.. هو المفلس حينها، مع ثلاث دول أشد منه إفلاسا.. مصر والأردن واليمن، إنحل “التعاون العربي” من تلقاء هشاشته، وإنتسي طي الهباء تذروه الريح.. ومرة يفتعل مشكلة هنا ومشكلة هناك، ليذكر العالم بوجوده، مثل مراهق مشاكس.. مغرم بحب الظهور.

 

سنوات الغيبوبة

غزو الكويت سر أسهمت به أمريكا، التي ورطته في الإقدام على الحماقة؛ وتحولت الى طرف مناوئ محررة دولة الكويت الشقيقة؛ بغية التخلص من وهن صدام حسين على مسرح الأحداث، بعد أن إنتفت الحاجة له، ولم يرضَ الإنسحاب بهدوء.. وهنا يتضافر السر الأول مع ما تليه من أسرار.. لو شاء أن يتنازل عن الحكم، حالما لوحت له بريطانيا بذلك؛ عقابا لإعدامه الصحفي بازوفت، وهي رغبة العالم الغربي، التي تكاملت مع رغبة إيران، طوال ثمانية أعوام من الحرب، تجددت صارخة بقوة، في آذار 2003، لكنه تمنع؛ فأسقط تمثاله عنوة في ساحة الفردوس وفرت العائلة المتسلطة على رقاب العراقيين، ليلة الثلاثاء / الأربعاء 8 / 9 نيسان 2003، بإحكام قوات الإئتلاف سيطرتها على بغداد.

أمريكا لا تتردد عن إنتهاج أي سبيل يوصلها لأهدافها؛ إيمانا بمبدأ ميكافيللي، في كتابه الأمير: “الغاية تبرر الوسيلة” وعملاً به؛ حتى لو كلف دمار دول وتفرق شعوب وتشرد مجتمعات.

فرت عائلته.. أيدي سبأ.. شتاتاً، وغار هو في جحر السنجاب الذي أخرجه الأمريكان منه بإستخذاء مهين؛ مثبتاً إستمداد قوته منهم، وما أن سحبوا أيديهم إنهار حتى بقياسات الشجاعة الرجولية…

 

خريف البطريرك

عرف اليتامى بالدهاء السياسي، والغرور، الذي يؤدي الى نهايتهم، وشواهد التاريخ من هذا القبيل كثيرة، بدءاً بالإسكندر المقدوني، مروراً بأسماء مقدسة نخشى الإستشهاد بذكرها، وليس إنتهاءً ببطل رواية غابريل غارسيا ماركيز “خريف البطريرك”.

جراء كل تلك الصفات، ما كان صدام حسين، ليرتضي العيش رئيساً تقليدياً؛ لأنه من الأيتام المهووسين بأضواء السلطة؛ لذلك إنتهج معالجة جهنمية للمشكلة العارضة بينه والكويت، نتيجة فهمه الـ 9 مليارات على أنها مساعدة، والكويت منحتها له ديناً، إلا أنه لم يعطِ فسحة للحوار، فساق الجيش.. كرهاً.. لإحتلال دولة جارة شقيقة، عارضه إجرائياً 150 ضابطاً، أحجموا عن تنفيذ أمره بالغزو؛ فأعدمهم في المكان!

 

هوج جهنمي

آفة الغرور نشبت أظفار هوسها في عقله؛ مؤدية به الى خرق الأعراف الإنسانية والسياسية وحسن الجوار ولغة التفاهم الدبلوماسي، مقدماً على إقتحام سلام الأشقاء، في أبشع حماقة عرفتها المنطقة “مسودن وبيده فالة” ولأنها فظيعة؛ إضطر الى الكذب على باقي قادة الجيش؛ كي لا يمتنعوا ويضطر لإعدامهم أيضا، قائلاً بأن إسرائيل إحتلت الكويت، ولنذهب كي نحررها.

بمثل هذه الحماقات، أدار صدام أزمة المليارات التسعة، مع دولة الكويت، لاجئا لحل جهنمي أهوج، مازالت المنطقة قاطبة، تدفع فاتورته، من ثرواتها ومستقبل أجيالها وسيادتها في دولها.. العراق ودول الخليج والجميع بات يعيش على فوهة بركان الوجود الأجنبي عسكرياً والإرهاب المنبثق بين أيدينا ومن خلفنا ومن حيث لا نحتسب، وتصدير الأزمات النيابية والوزارية، من تحت قبة السلطة، لتتمظهر في الشوارع والأسواق تستعرض آلات الفناء، على شكل سيارات مفخخة وقوى خارجة على القانون تحتل مدنا وتسقط ثلثي البلد في مخالبها، تستنزف ميزانيته كي تفر الى الصحارى، وتظل خطراً داهما، يقلق أمان الدول، خاصة سوريا والعراق؛ منعا لتكامل الهلال الشيعي، مع إيران.

“داعش” عقدة في مسار التاريخ، لن تدعها القوى العالمية تتفتت؛ لأنها تريد (بعبعاً) يخيف المنطقة، كي لا تخرج عن طوعها، مثلما أبقوا صدام في السلطة، بعد هزيمته، في الكويت، العام 1991؛ ليخيفوا به دول الخليج 13 عاما متوالية، كلما رفضت دولة خليجية تسليم مشروع لشركة عالمية، طلبت من صدام تحريك لواء الحرس الجمهوري الى البصرة، وهذا هو الدور الذي لعبه تنظيم القاعدة ووريثه “داعش” ولسوف تظل المنطقة في قلق مريع الى يوم يبعثون.

1

التعليقات :

اكتب تعليق

تعزيز التعاون الثنائي بين الخطوط الجوية العراقية السعودية
مذكرة تفاهم في مجال الاتصالات والإعلام بين العراق وتركيا
السوداني يوجه بالإعلان عن مشروع مدينة الصدر الجديدة
فتح باب التقديم على رئيس مجلس الخدمة العامة واعضائه
للاستخبارات والامن تطيح بعصابة تتاجر بالعملة المزورة في بابل
البنك المركزي: نسبة الائتمان النقدي ترتفع خلال عام 2023
تأثير مشاهير المحتوى السلبي في مواقع التواصل الاجتماعي على المجتمع
اللغة العربية في عالم الذكاء الاصطناعي.. فاعلة أم تابعة؟
الخزعل يبحث مع  عبد المهدي تطورات الأوضاع في البلاد
 قرار المحكمة الاتحادية: مفوضية بغداد ستجري انتخابات كردستان
بالجرم المشهود .. الأمن الوطني يضبط كميات كبيرة من الأسلحة والأعتدة
 السوداني يستقبل رئيس لجنة الاتحاد الروسي للمصنعين ورجال الأعمال
قرار المحكمة الاتحادية بشأن توطين رواتب موظفي إقليم كردستان
 نيجيرفان بارزاني: عدم تطبيق الفدرالية هو مصدر مشاكل العراق
القائد العام للقوات المسلحة العراقية يترأس جلسة للمجلس الوزاري للأمن الوطني
السوسن العالمية تتوّج الصحفية إسراء الجوراني بلقب ملكة جمال الصحافة في العراق للعام ٢٠٢٤
تقرير حكومي يكشف ان وزارة الكهرباء حصلت على المرتبة الأولى من بين الوزارات والمؤسسات الحكومية للاستجابة للشكاوى للمناشدات.
تسجيل الوكالات والمواقع الإلكترونية وفق معايير ورسوم 150 الف سنويا”
برومو لمادة فلمية ذكرى تاسيس وزارة الداخلية 9 كانون
هيئة الإعلام ماضية بدعم المؤسسات الإعلامية في إطار مسؤوليتها القانونية ومكافحة الابتزاز الإلكتروني
وزير التخطيط يلتقي نقيب المهندسين العراقيين وأعضاءه ويبحث معهم دور النقابة في عملية تنفيذ المشاريع التنموية في العراق
نائب رئيس مجلس للوزراء- وزير التخطيط، يترأس الاجتماع (٣٣) للجنة المعنية بمعالجة مشكلات المستشفيات المتلكئة
كاظم الحجاج بين هولندا وقطر!!
بمشاركة رؤساء الاتحادات والنقابات ورجال الاعمال .. وزير التخطيط يرأس اجتماع اللجنة التوجيهية العليا لتطوير القطاع الخاص
مكتب رئيس الوزراء: سحب جميع افواج حمايات المسؤولين من دون استثناء ولا تمييز
رئيس إقليم كوردستان يستقبل البطريرك مارا غناطيوس افرام
وزير التخطيط يستعرض رؤية العراق للتنمية والاستثمار خلال العشر سنوات المقبلة
الوجع العراقي في معرض جديد للفنان التشكيلي عزام البزاز
وكيل وزارة التخطيط، يطلع على مراحل انجاز مبنى الجهاز المركزي للتقييس في البصرة
السوداني: يشارك في احتفالية جامعة بغداد بدخول العراق موسوعة غينس باكبر رمز للسلام في العالم
كابينة الصدر الوزارية تصل الى الجبوري و ستعرض على البرلمان للتصويت
الطلبة يجدد عقود لاعبيّه ناظم والامين
الجميلي: يبحث مع نائب الممثل الخاص للامين العام في العراق اجراءات تفعيل صندوق اعمار المناطق المحررة
انشقاقات تمزق صفوف داعش
خلال حفل تتويج توب موديل 2019… اللبنانية دانا الحسين تفوز بلقب Miss cedars 2019
التميمي تزور مجالس الاسناد العشائرية في ناحية الكرمة
الغبان : الإعلام جزء مهم وخطير في منظومة الأمن والعدو
نقيب الصحفيين يحذرالمسؤولين من محاولة قمع الحريات الصحفية في العراق/ موسع
سلمان الجميلي يبحث مع السفير المصري تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري بين البلدين
فديو يصور لحظات انفجار خزان الغاز بالتاجيات
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. " وفد رابطة الإعلاميين الشباب يطمئن على صحة المراسل الحربي "علي نجم" إعدام صوت الحق والحرية الشيخ نمر باقر النمر الأعمار:  شركة أشور العامة توقع عقدا مع مديرية البلديات العامة لتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في المثنى وذي قار الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الخيكاني يبحث مشروع تنفيذ الطرق الحدودية الرابطة بين العراق والدول المجاورة الدراجي: يعقد اجتماعاً لبحث آليات العمل بعد عملية دمج الشركات الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الراوي....جهودنا مستمرة لمواصلة لم الشمل بين طوائف شعبنا الرمادي تحررت من داعش السيف مقابل اللسان الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الفهداوي: يفتتح محطة كهرباء الديوانية الغازية بطاقة اجماليه 500 ميكاواط الكيمياء الحياتية الطبية في كلية طب المستنصرية يباشر بتدريب الطلبة في المركز الوطني لعلاج وبحوث السكري المالكي: يدعو نقيب الصحفيين ورؤساء النقابات المهنية الى الطعن بفقرة رفع الدعم عنها المرصد العراقي للحريات الصحفية يدين اعتداء عناصر من قوات سوات على صحفي في الديوانية الموارد المائية تعلن عن تأسيس جمعية للمنتفعين من المصدر المائي المشترك الوائلي:  تحرير الرمادي تحقق بالإرادة والإصرار والدماء الزكية لأبناء الشعب العراقي الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " الوسطية والإعتدال هما الطريق الأصلح لإدارة البلاد بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية جهاز مكافحة الارهاب يعلن اعتقال 12 عنصراً من "داعش" في الرمادي حزب الدعوة الاسلامية يستنكر اعدام الشيخ المجاهد نمر النمر في السعودية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش ذَهَبَتْ سَنَةٌ فَهَلْ يُقبلُ عَامٌ؟! رأي اليوم ... إعدام عالم الدين الحر الشيخ نمر النمر رئيس البرلمان : المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء حالة الدمار والمآسي التي تشهدها المناطق المحررة رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية صحف اليوم: تهتم بـ تداعيات إعدام النمر وتعهد الحكومة بتوفير رواتب الموظفين والمتقاعدين خلال العام الجاري طـــل الصبــــاح أولك علوش عمليات بغداد: احباط عملية انتحارية عيد ميلاد سعيد والدعو الى التعايش والتسامح والمحبة قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية مقتدى الصدر يجدد دعمه للأسرة الصحفية العراقية ويشيد بتضحياتها منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان وزيرة الصحة والبيئة توعز بتخصيص جناح لمعالجة جرحى الحشد
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك