رواندزي:مواجهة الارهاب لن تنجح الا بتحالف فكري ثقافي ونظام تعليمي جديد

أمام المنتدى العالمي الرابع للحوار بين الثقافات في باكو..
رواندزي:مواجهة الارهاب لن تنجح الا بتحالف فكري ثقافي ونظام تعليمي جديد
بغداد: شبكة ع.ع .. حث وزير الثقافة والسياحة والاثار فرياد رواندزي المجتمع الدولي على مساعدة العراق، لاعادة ترميم وصيانة المواقع الاثارية التي دمرها تنظيم داعش الارهابي، خلال سيطرته على عدد من مدن العراق، لاسيما محافظة نينوى.
جاء ذلك خلال مشاركة رواندزي في اللقاء الوزاري الذي اقيم ضمن فعاليات الدورة الرابعة للمنتدى العالمي للحوار بين الثقافات المعقد في العاصمة الأذرية باكو، تحت شعار “تطوير الحوار بين الثقافات: الأمن الإنساني وفرص جديدة للسلام والتنمية المستدامة”.
وفي مستهل كلمته شكر رواندزي معالي وزير الثقافة الاذري، وهذه الفرصة التي إتاحت لنا اللقاء في مدينة باكو الجميلة. وقال إنني حزين عندما أتحدث عن وضع بلادي.. وانا اتحدث هنا معارك شرسة تدور رحاها قرب مدينة الحضر الاثرية وهي من المدن التاريخية، التي توصف بانها مهد الحضارات.
وتابع: لكن هنالك امل يراودنا من خلال جهود المنظمات الدولية والدول الصديقة التي تريد لنا أن نعبر هذه المرحلة الحساسة والخطيرة في بلادنا، موضحاً انه منذ عام 2014 يتم تخريب وتجريف الآثار العراقية، لاسيما الفترة التي تلت الاحتلال عام 2003 تم سرقة اكثر من 15 الف قطعة اثرية ثمينة من العراق، بينما لم يتم استرجاع اقل من 5 آلاف قطعة والبقية مندثرة أو منتشرة في البلدان وبين الجماعات التي سرقت هذه الآثار وتقوم بالاتجار بها في الصالونات والسوق العالمية.
واضاف: عندما نتحدث عن حوار الثقافات وحوار الاديان يجب أن نتذكر اننا لانعيش في عالم سهل بل في عالم صعب ومليء بالمشاكل، فالكثير من مناطق العالم تشهد الإرهاب الذي يضرب الإرث الثقافي والحضاري، لاسيما في منطقة الشرق الاوسط، وبالتالي عندما نحاول دحر الإرهاب وهذه المجاميع الارهابية ومنها داعش على الجبهات العسكرية، فان هذا لايعني اننا ندحر الإرهاب نهائيا انما تبقى المهمة الأصعب والأهم هو كيف يمكن محاربة الافكار المتطرفة لهذهه المنظمة الارهابية فكريا وثقافياً.
واشار الى ان الحوار يبقى هو الاهم، وان محاربة هذا الفكر الذي, يريد تدمير الإنسان لاتتم إلا من خلال ثقافة التسامح والقبول بالآخر، ثقافة التعايش السلمي بين الشعوب، والتعايش بين الأمس واليوم. ونبه الى ان هذه المهمة الصعبة لاتتكلل بالنجاح إلا من خلال إجراء تغييرات جذرية ليس في المنطقة، وانما على مستوى العالم، من خلال تحالف فكري ثقافي دولي يضع خطط ستراتيجية ومنهجية لمحاربة فكر التطرف، ومن دون وجود هذا النوع من التضافر لن يزول الفكر المتطرف وينتهي.
وقدم وزير الثقافة في اللقاء الوزاري تفاصيل وارقام عن حجم الدمار الذي تعرضت له المواقع الاثرية والحضارية في المحافظات التي احتلها داعش، مشيراً الى ان تحرير الموصل بات قاب قوسين أو أدنى، داعياً المجتمع الدولي الى مساعدة العراق، سيما ان نينوى هي ام الحضارات في العراق فالموصل تحتضن مدينة الحضر والنمرود ونينوى القديمة، فضلاً عن ثقافات وحضارات متعددة، كونها مدينة يعيش فيها العرب والكرد والتركمان والمسيحيون والايزيديون.
ونبه رواندزي المؤتمر الى المعضلة التي سيواجهها العالم بعد تحرير الموصل وانتهاء مشكلة سورية، من جراء عودة عناصر داعش الى بلدانهم، مجدداً دعوته للمجتمع الدولي بالعمل على تشكيل تحالف فكري ثقافي لمواجهة الفكر المتطرف.
ولفت وزير الثقافة الى ضرورة ان تقوم بلدان المنطقة باعادة النظر في مناهج التربية والتعليم، مؤكداً ان حوار الحضارات وحوار الثقافات والآديان لن ينجح، بوجود دول ترائي الجماعات الارهابية. وقال ان مثل هذا الحوار لا ينبع الا بوجود نظام تعليمي وتربوي جديد في منطقتنا والعالم.