كيف عملت الأحزاب السياسية على تحويل مسار السخط الشعبي عليها باتجاه حكومة الحالية

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 904 views » طباعة المقالة :
شبكة قلم

 

شبكة .. ( ع.ع) واجهت الأحزاب السياسية في العراق مرحلة مفصلية في الأعوام التي أعقبت انتخابات العام ٢٠١٤ حيث أدركت أنها أمام انهيار تام للثقة بها في الشارع العراقي لذلك قدمت الكثير من التنازلات في سبيل تخفيف حدة السخط الشعبي المتنامي لكن دون جدوى، إلا أن ظروف المرحلة وسيطرة داعش على مساحات واسعة من الأراضي العراقية صرفت الأنظار إلى التركيز على عمليات التحرير وترحيل التعامل مع الأحزاب السياسية إلى مرحلة أخرى، وهو ما تم بالفعل بعد انتهاء عمليات التحرير في العام ٢٠١٧، فقد برزت في الساحة العراقية الاحتجاجات الشعبية التي بدأت مطلبية وركزت على توفير الخدمات العامة ومعالجة البطالة والفقر، وعلى الرغم من جهود حكومة السيد العبادي في معالجة الموضوع إلا أنها لم تحقق نجاحا ملموسا إلا بتدخل المرجعية الدينية التي حاولت تهدئة الأوضاع عبر سلسلة من الخطب السياسية التي دعت إلى التهدئة فضلا عن أرسال ممثلها السيد احمد الصافي إلى محافظة البصرة لمعالجة أزمة شحه المياه فيها، وكانت آراء المتابعين في ذلك الوقت تؤكد أن هذه التظاهرات تؤشر تنامياً واضحاً لاتجاه الرأي العام إلى تحويل المطالب الخدمية إلى السياسية خصوصا بعد بروز بعض الشعارات التي طالبت بإسقاط النظام.

تصاعد مستوى السخط الشعبي على الأحزاب الحاكمة تدريجيا بسبب الفشل المتراكم الذي خلفته إدارتها للحكم بعد العام ٢٠٠٣ وبدأت الشعارات السياسية المطالبة بتغيير جذري للعملية السياسية في العراق تتصاعد معها نتيجة يأس الجماهير من إمكانية تحقيق الإصلاح المنشود بالأدوات السياسية المسيطرة على الحكم في العراق، حتى أن الانتخابات التشريعية التي جرت في العام ٢٠١٨ كانت الأسوأ من حيث المشاركة الجماهيرية إذا لم تتجاوز نسبة المشاركة ٢٠% ممن يحق لهم التصويت ورغم ذلك حصلت عمليات تلاعب كبيرة بالنتائج مما دعا بعض الأطراف إلى الاعتراض ومحاولة إعادة فرز الأصوات إلا إن ذلك اصطدم بعمليات تخريب منظمة مارستها بعض الأطراف عبر حرق صناديق الاقتراع في واحدة من أسوأ أساليب التلاعب بالنتائج لتبقى الأمور على حالها وتبقى الأحزاب مسيطرة على مقاليد الحكم في العراق.
ليبدأ بعد ذلك مارثون تشكيل الحكومة الذي اصطدم بعقبة تحديد الكتلة الأكبر والتي لم يتم تحديدها إلى اليوم مما اضطر الكتل السياسية إلى التوافق على تكليف السيد عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة باعتباره شخصية مستقلة غير مرتبطة بأية جهة سياسية.
هذه المحاولات وغيرها لم تسهم في تهدئة الشارع الغاضب لأنها لم تحقق تقدما يذكر في الواقع المأساوي الذي يعيشه البلد بل ازداد الوضع سوءاً نتيجة استشراء الفساد وتردي الواقع الاقتصادي واتساع نفوذ السلاح المنفلت على حساب سيادة الدولة فضلاً عن التجاوزات الخارجية على السيادة العراقية.
والى جانب ذلك اتسعت حركة الاحتجاجات الشعبية ذات المطالب الاجتماعية والسياسية والتي عمّت محافظات الوسط والجنوب وما رافقها من فوضى وأعمال عنف وقتل وتجاوز على الحرمات واتهام لأحزاب بالتخريب فيما كانت الحكومة عاجزة أمامها تماماً بل واضطرت إلى الاستقالة في أواخر شهر تشرين الثاني من العام ٢٠١٩ بعد إعلان المرجعية الدينية عن تأييدها لمطالب الجماهير.
لم تهدأ حركة الشارع الغاضب واستمرت الاعتصامات في مختلف مناطق الوسط والجنوب للمطالبة بالتغيير الذي يحقق الإصلاح المنشود حيث رفع المتظاهرون عددا من المطالب، كان في مقدمتها تشكيل حكومة مؤقتة مهمتها الأساسية التمهيد لانتخابات مبكرة، ومع كل تلك المشاكل والتحديات التي واجهت الدولة واهتزت لها أركان النظام السياسي عادت الكتل السياسية لمناقشة موضوع الكتلة الأكبر المعنية بتشكيل الحكومة حتى اتفقت على ترشيح السيد الكاظمي بعد إن فشلت عملية التكليف للسيد محمد توفيق علاوي والسيد عدنان الزرفي.
بدأ الكاظمي مشاورات تشكيل الحكومة واستبشرنا خيرا بتمكنه من تمرير كابينته الوزارية المكتملة في مدة قياسية وما أن باشرت الحكومة الجديدة أعمالها وحققت قبولاً شعبياً ملحوظاً على الرغم من المشاكل الصحية والاقتصادية التي تزامنت مع تشكيلها حتى بدأت حملات التسقيط والتشويه التي كانت تستهدف أية خطوة تتخذها، حيث ظهرت فجأة المئات من الحسابات والصفحات والمجموعات في وسائل التواصل الاجتماعي التي كانت مهمتها الأولى التشكيك بأي إجراء حكومي وتصويره على انه مؤامرة على الشعب في محاولة لتحويل مسار الغضب الشعبي إذا جاز التعبير باتجاه الحكومة وتحميلها تبعات التركمات السلبية الموروثة عن الحكومات السابقة. وقد نجحت إلى حد ما في ذلك من خلال حملات مكثّفة ومنظّمة حاولت ترسيخ قناعة لدى الشارع العراقي بأن هذه الحكومة تمثل جزءاً من المشروع الأمريكي في العراق والذي يجب على الجميع التصدي له ومحاربته متجاهلة الآثار السلبية الخطيرة لهذا الطرح والذي يمكن أن يؤسس لانهيار العملية السياسية برمتها.

اعتقد ان تحويل الغضب الشعبي باتجاه الحكومة لا يعني أن الجماهير ستتجاهل دور الأحزاب والكتل السياسية في حالة الفشل والخراب التي يعاني منها البلد بل ستترسخ قناعته بعجز العملية السياسية التام عن إنتاج إدارة رشيدة للدولة وبالتالي ستكون المناخات الاجتماعية مهيأة تماما لأحداث تغيير جذري للواقع السياسي في العراق ولا استبعد إن هذه القناعة ستتحول تدريجياً إلى المجتمع الدولي الذي بدأ يعطي رسائل خطيرة عن مستوى مقبولية العملية السياسية في العراق وهو ما ستكون له تبعات مستقبلية خطيرة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
أخيرا أقول .. قبل إن تفكروا بإبعاد الخطر عن أنفسكم ومصالحكم الخاصة فكروا بإبعاده عن بلدكم وشعبكم وليكن العراق همكم الأول والأخير.
قيصر الصحاف
Caesarpress81@gmail.com

1

التعليقات :

اكتب تعليق

بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية مروه الخفاجي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية ضحى عنبر
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية كندا حيدر
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي محمد العواد
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية رونق الجنابي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية نجبير قاسم
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي تحسين السيد
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي وليد السليطي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية ميعاد سامح
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي حيدر الأسدي
تحديات الأمن السيبراني في مجال الإعلام
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية نبا الموسوي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي مصطفى القيسي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية جيسي طنوس
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية راما العبوش
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي عبد الرحمن الغزالي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية ريام الفيصل
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية روزان نصر
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي مازن علوان
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية ملاك حازم
السوداني يعلن انطلاق عملية المسح الميداني لمستحقي الاعانة الاجتماعية ويؤكد ان قانون الحماية الجديد يمثل نقلة نوعية للاستهداف الامثل لمن هم دون خط الفقر
نشأت أكرم .. مايسترو الكرة العراقية يعلن اعتزاله
الأمين العام للعتبة العلوية: مواكب ومجالس النجف تدعم القضايا الاصلاحية ضد الفساد والطغيان سابقا وحالياً
طيران الجيش يقصف رتل الدواعش ومقتل الارهابي علاوي الفله والي منطقة الزاب
نقابة الصحفيين الفلسطينيين: ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء إلى 16 وتصاعد الجرائم بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية
رئيس مركز تنمية الاستثمار والاعمار العراقي ابراهيم البغدادي يبحث مع السفير الكندي تبادل التعامل التجاري بين البلدين
ائتلاف دولة القانون: المالكي هو مرشحنا الوحيد لرئاسة الوزراء في الدورة المقبلة
السوداني يعفي مدير الخطوط الجوية العراقية من منصبه
وزير الثقافة يؤكد لولا الحشد لسقطت بغداد بيد داعش
الاسدي يثني على إستدعاء السفير السعودي من قبل وزارة الخارجية
العمل : اكثر من ( 400 ) مليون دينار ايراد الضمان الاجتماعي في ذي قار خلال كانون الاول 2014
مقتل صدام في حماقة الغزو
رئيس النزاهة الاتحادية يعلن من أربيل معركة الفساد “الحقيقية” ويطلب من البرلمان العراقي استضافته
السوداني خلال استقباله وفداً ممثلاً عن سماحة السيد عمار الحكيم
عمليات بغداد: قتل إرهابيين، وتحرير مختطف، وضبط وتفكيك عبوات ناسفة ومواد متفجرة
هبة داغر: أحب الممثلة نادين نسيب نجيم لكنني مصدومة بتشبيهي بها
موقف نبيل وانساني ..نادي ريال مدريد الاسباني على ارواح شهداء مدينة بلد
الأسدي: لا ينبغي التعويل على الجامعة العربية بشأن التوغل التركي
رئيس اتحاد الكرة يهنئ القوة الجوية بالفوز على اتحاد جدة آسيوياً
وزارة التخطيط ترد على النائب ماجدة التميمي : جميع المشاريع في المناطق الساخنة متوقفة ولم يتم صرف اي مبالغ عليها منذ عام 2014 باستثناء مشاريع المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الخيكاني يبحث مشروع تنفيذ الطرق الحدودية الرابطة بين العراق والدول المجاورة الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الراوي....جهودنا مستمرة لمواصلة لم الشمل بين طوائف شعبنا الرمادي تحررت من داعش الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الكيمياء الحياتية الطبية في كلية طب المستنصرية يباشر بتدريب الطلبة في المركز الوطني لعلاج وبحوث السكري المرصد العراقي للحريات الصحفية يدين اعتداء عناصر من قوات سوات على صحفي في الديوانية الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية إيمان علاوي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية رسل رياض بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية ملاك حازم بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية نورهان عادل بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية هاجر العادل بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي عبد العزيز درويش بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي محمد الفهد بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي مصطفى الأمير بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. إيناس الصافي بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. الاعلامي ساري حسام بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. محمد الفريد بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية الإعلامي: صدام هاشم بطاقة نجوم الإعلام العربي – الإعلامية السورية سهار أديب بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية جهاز مكافحة الارهاب يعلن اعتقال 12 عنصراً من "داعش" في الرمادي حزب الدعوة الاسلامية يستنكر اعدام الشيخ المجاهد نمر النمر في السعودية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش ذَهَبَتْ سَنَةٌ فَهَلْ يُقبلُ عَامٌ؟! رئيس البرلمان : المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء حالة الدمار والمآسي التي تشهدها المناطق المحررة رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية طـــل الصبــــاح أولك علوش عمليات بغداد: احباط عملية انتحارية عيد ميلاد سعيد والدعو الى التعايش والتسامح والمحبة قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية مقتدى الصدر يجدد دعمه للأسرة الصحفية العراقية ويشيد بتضحياتها منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك