حقيقية المتشدقين بخطاب الدولة

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 1٬017 views » طباعة المقالة :

 

د. ولي علي
(الدولة) مفردة يرددها الجميع في عراق ما بعد
نيسان ٢٠٠٣ وكأنها تعويذة نجاة من كل مس وخطر، ويتقدم المسبحون بحمد الدولة (زوراً وبهتاناً) الكثير من القوى والشخصيات المنخرطة في المشهد السياسي، إذ ينطبق عليهم المثل المصري وكأنه فصال عليهم (أسمع كلامك أصدقك.. أشوف فعلك أتعجب)، فدعاة الدولة لطالما كانوا سبباً في اضعاف القانون وهيبته، عبر الرغبة الجامحة في اختراقه والاقلال من شأنه، والتعدي على موسسات تنفيذه، وكأن لسان حالهم بقول: ( نريد تحكيم القانون بشرط أن نكون فوقه)، فلطالما تعدت سيارتهم المظللة وهي تتجاوز نقاط التفتيش وتتعدى عليها، ولطالما تصرفت قواهم في مسار ومجريات قضايا معروضة امام مراكز الشرطة والمحاكم مستخدمين نفوذهم لاضعاف الدولة لصالح استقوائهم، وهؤلاء أنفسهم السبب في اضعاف القوات المسلحة والتقليل من شأنها عبر عدة مسارات، فأصرارهم على ان يكون أعضائهم ومنسوبيهم ممن لا علاقة لهم بالعسكرية ومهنتها، قادة وآمرين يحملون رتباً عسكرية بمستويات رفيعة دون ان يكونوا قد خدموا في السلك يوماً واحداً، ولا يقف سلوكهم عند هذا الحد، بل تنامى تدخلهم المضعف للدولة وقوتها الصلبة الاهم من خلال اختراقهم المنظم للمنظومة العسكرية، واتهامهم المتكرر للجيش بالضعف والفساد وعدم القدرة على اداء مهامه، والتدخل في شؤون تسليحه ومسرح نشاطه، واخيراً وليس آخراً رعاية السلاح المنفلت، وتأسيس المليشيات والجماعات المسلحة والتشدق بأنها قوى بديلة عن القوات المسلحة، واستعمال السلاح في خرق القانون وابتزاز الشعب.
لا تقف قائمة الافعال المقوضة للدولة عند هذا الحد، بل يمكن القول دون مبالغة، ان معظم سلوك وافعال هذه الجهات ونشاطاتها يستهدف بالدرجة الاساس تقويض الدولة وبنيتها بشكل صريح ومباشر، فمن الاستيلاء عنوة على مباني واملاك الدولة، واتخاذها مقرات ومكاتب لاحزابهم وجهاتهم، وتسخير امكانات الدولة في الوزارات والمؤسسات التي يسيطرون عليها لمنافعهم الحزبية والشخصية، وتحويلها الى ضيعة مغتنمة لاتباعهم بعد أن يرسو عليهم مزاد المحاصصة، وفي ذات الوقت يتسابقون على شاشات التلفاز لإلقاء الخطب الحماسية، والتباكي الكاذب تظلماً لما يجري على الدولة ومؤسساتها.
لقد خرب المتشدقون بخطاب الدولة والمتباكون عليها زوراً وكذباً، كل شيء في الدولة ومؤسساتها واقتصادها بلا رحمة ولا ضمير ومع ذلك يقدمون أنفسهم للجمهور كحماة للدستور، وابطال وطنيين يسهرون على حماية الوطن والمواطن.
يردد المسبحون بحمد الدولة مصطلحاً آخراً لاستكمال تعويذتهم المعهودة، وهو مصطلح (السيادة)، نافخين فيه حتى تتورم اوداجهم من كثرة دجل الخطاب المدلس على حقيقة توجهاتهم، فهؤلاء المتباكون على السيادة والمدعون الدفاع عنها، يجهزون عليها بكل ما لديهم من قوة، فعلاقاتهم وارتباطاتهم الخارجية على قدم وساق مصطفة مع دول وجهات ذات اغراض واضحة في استهداف البلاد واضعاف سيادتها، ولطالما كانوا حصان طروادة الذي عبرت من خلاله التدخلات الخارجية، وكانت ولا تزال علاقاتهم المشبوهة القائمة على اساس التبعية والخضوع للتوجهات الاجنبية مقوضة لسيادة الدولة عبر تمكين الغرباء من مؤسساتها وقرارتها المصيرية من خلال بوابتهم السخية في محبة الغرباء والانصياع لأوامرهم.
في صورة اخرى من مسلسل اضعاف الدولة وسيادتها، يعيين هؤلاء انفسهم بديلاً عن مؤسسات الدولة المختصة، ويتجاوزون حدود الفضاء المشروع لنشاطهم السياسي، إذ يتسابقون على الزيارات واللقاءات مع الدول سواء من خلال سفاراتها او عبر زيارتها بشكل مباشر للحديث والتباحث في موضوعات تنفيذية الصرفة تمثل إختصاصاً حصرياً للحكومة ومؤسساتها، فما هي علاقة حزب او جهة سياسية للتفاهم مع دولة ما حول اتفاقيات تجارية او امنية، او التنسبق بشأن اي نشاطات تبادلي بين الدولتين، وماذا بقي للحكومة ولوزارة الخارجية لتقوم به اذا كانت الاحزاب والجهات هي التي تتصدى لهذه الملفات؟!
وفي ذات الوقت الذي تندلق به ألسنتهم بالحديث عن حصانة الدولة وسيادتها، يتم تقديم هذه النشاطات واللقاءات بوصفها افعال جبارة وخطوات استثنائية تستهدف دعم البلاد وتحقق الاستقرار مستغلين انصياع جمهورهم المؤدلج، والذي اعار عقله وضميره للولاء الاعمى.
على الرغم من سعة الفضاء الذي يتيحه النظام الديمقراطي في الدول المحترمة إلا انه في ذات الوقت يرسم لكل قوة من قوى الدولة مسارها المناسب، فمن غير المسموح لغير الحكومة ومؤسساتها التنفيذية ان يقوم بالاعمال المتعلقة بالنشاط الحكومي، وخصوصاً فيما يتعلق بملف العلاقات الخارجية، كما ان الحكومة المفوضة هي الاقدر على تحديد مصالح الدولة العليا، واذا كان من اعتراض على سلوكها، فهناك طرق مشروعة لمساءلتها ومحاسبتها، وليس القيام بدور بديل عنها، فيمكن لأي قوة سياسية ان تديم علاقاتها ونشاطاتها مع احزاب وفعاليات خارجية شريطة ان يكون مسار تلك العلاقات والنشاطات متوافق مع المصالح العليا للدولة ومحتر

م لسيادتها، وحتى الاختلاف في وجهة النظر او الموقف تجاه اي ملف تقوم عليه الحكومة لا بد ان يمر عبر القنوات الدستورية والقانونية، وليس عبر الفرض وكسر الارادة وانتهاك سيادة الدولة.
ان المتشدقين بمشروع الدولة يثبتون عملياً في كل يوم هم الاخطر على الدولة ومشروعها، خصوصاً في ظل استمرارهم بالتدليس والخداع من خلال اعلامهم المؤدلج والمأجور الذي يتشدق ليل نهار بالدفاع عن الدولة وسيادته رغم الاصرار والاستمرار بما لا عد له من الفعاليات الواضحة في تقويضها للدولة والاجهاز على مؤسساتها، وما لم يتوقف هؤلاء عن سلوكهم الهدام لكيان الدولة، فلن تقوم للبلد قائمة.

1

التعليقات :

اكتب تعليق

جمعية خريجي كويكا في العراق تتبرع بأجهزة ومعدات لدار تأهيل أحداث الإناث دعمًا للفئات الضعيفة
⁨ راح يغيّر نظام “ضمان الرقمية” مستقبل العاملين بالقطاع الحر
ضمان الرقمية” وصلت… بس أنت مستعد تختار التقاعد الاختياري
مع التحول الرقمي .. ماكو روح وتعال !
رقم 154 على معاملتك تخلّصك من الرشاوي والابتزاز
النزاهة تدخل على خط الانتخابات البرلمانية المقبلة
 هل تعلم أن بعض أجهزة الشبكات المنزلية مخالفة للقانون؟
بيان .. رابطة الإعلاميين الشباب ترفض الابتزاز او التسقيط الاعلامي  
التسجيل الصوتي المفبرك المنسوب لرئيس هيأة الإعلام والاتصالات
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية سؤدد طارق
كويكا تحتفي بجسور الصداقة والتنمية بين العراق وكوريا
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية لارا محمد
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الاعلامي ماهر عماد
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. د. ليلى الدليمي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي محمد سامي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية زهراء صباح
بين النهرين .. حكاية جمال المستقبل
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي أنس البدري
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي محمد الكبيسي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي نور نزار
عقده البنت موروث قبلي يعود بنا الى ايام الجاهليه
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية نادية أحمد
الموافقة على تطبيق تجربة خصخصة الكهرباء في بغداد.. هل ستختفي المولدات؟
الشرطة الاتحادية عام من النصر والتحرير وانتظار ساعة الصفر لدخول الشرقاط
هزة أرضية بقوة 2.5 درجات قرب الحدود العراقية- التركية
العبايجي تنعى حديد ووفاتها خسارة عراقية
العراق والأردن يوقعان مذكرة للتعاون المشترك في مجال تنفيذ المشاريع وإعادة الاعمار وتأهيل البنى التحتية
الصدر يهاجم الرئاسات الثلاث والكتل السياسه ويدعو لتخصيص حصة نفط لكل مواطن عراقي
المجمع الفقهي العراقي يستنكر التفجيرات الارهابية
الفنان‎اللبناني أنور الأمير يطلق أغنية آية من الجمال في عيد الحب
الخيكاني: يهني الاسرة الصحفية بمناسبة العيد الوطني للصحافة العراقية
محاولات اضعاف الدينار باءت بالفشل
المركز العربي الدنماركي للثقافة والاعلام يمنح سوسن السيد لقب سفيرة النوايا الحسنة لعام 2021
الاديب يطالب الحكومة باتخاذ اجراءات مع باريس لايقاف الاساءات على الرسول [ص]
وزير التخطيط يبحث مع وزير الشباب والرياضة واقع المنشآت الرياضية غير المنجزة حتى الان
الاعمار والاسكان تباشر بصيانة عدد من مشارع الطرق والجسور في المثنى
الديوانية: رابطة الاعلاميين والصحفيين الشباب تقيم دورة في الفنون الإذاعية
اقتربت ساعة مقتل البغدادي
رئيس هيئة الإعلام والاتصالات: لن نتهاون مع أي جهة إعلامية تستهدف الشعائر الحسينية
الحمود : للدورات الإعلامية دور في تطوير قابليات الكوادر الصحفية
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " بطاقة نجوم الإعلام العراقي .. الإعلامية د. ثناء الفيلي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي أحمد شكري بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية إيمان علاوي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية ديالا كلتوم بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية رسل رياض بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية زهراء سمير بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية سلمى الجميلي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية فيان الجادري بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية كندا حيدر بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية لبنى الخولي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية ملاك حازم بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية نورهان عادل بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية هاجر العادل بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي تحسين السيد بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي عبد العزيز درويش بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي علي خشان بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي عمرو جميل بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي محمد الفهد بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي مصطفى الأمير بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. إيناس الصافي بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. الاعلامي ساري حسام بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. محمد الفريد بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية الإعلامي: صدام هاشم بطاقة نجوم الإعلام العربي – الإعلامية السورية سهار أديب بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية طـــل الصبــــاح أولك علوش قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان ⭐ بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي حمزة حسين
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك