الذباب الإلكتروني وتوزيع الشهادات

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 325 views » طباعة المقالة :
IMG_3048

 

نادين خماش

هذا ليس مقالاً، ولا خاطرة. قد يكون رثاءً لحالنا كشعب أولاً، بعد أن بات تأثير الذباب الإلكتروني هو الذي يوزّع الشهادات بـ”الوطنية”، فيبرئ من يتوافق مع ثقافة الموت والدمار، ويخوّن من يقاوم بدون الاتجار بدماء شعبنا.

فالصهيونية ليست حصراً حركة سياسية. إنها صفة تنطبق على كل من يضحي بالأبرياء الفلسطينيين أيضاً. الصهيوني هو الذي يخوّن من يختلف معه ويكفّره. الصهيونية صفة تنطبق على كل من يتاجر بالقضية الفلسطينية وعلى من يتاجر بدماء أبناء غزة وبأهالي الضفة.. الصهيوني هو كل عدو للإنسانية ولكل من يزرع ثقافة الموت في نفوس شعبنا المقاوم.

للأسف، بات تأثير الذباب الإلكتروني هداماً للمرء ومحيطه. بات هداماً للقضية وقاتلاً للإنسانية. يروّج لثقافة الموت والدم ويقف عائقا أمام قضية محقّة. يحرفون الأنظار عن المجازر والإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزة، ويطلقون رصاصهم التكفيري من على أريكة مريحة في غرفة مكيفة وبرّاد ممتلئ بما لذّ وطاب. يختبئون وراء اسم مستعار وصورة وهمية ويطلقون العنان لأمراضهم النفسية تحت عنوان “القضية الفلسطينية”. وإلى قافلة المتاجرين بالقضية ينضم هؤلاء ليقودوا قطاراً يؤدي بشعبنا المثقف والصبور وصاحب الأرض والحق إلى الهلاك.

صدق من قال إنّ “قضية فلسطين محقّة وعادلة ولكنّ المدافعين عنها فاشلون”. مع التحفظ على الجزء الأخير من هذا القول. فهؤلاء ليسوا مدافعين عنها بل متاجرين بها. هم صهيونيون أكثر من الصهاينة الإسرائيليين. مدمرون لها أكثر من تدمير العدو لها. لماذا؟ لأنّ العدو معروف لكنّ هؤلاء مخفيون مختبئون يزرعون الفرقة ويخوّنون ويكفّرون ويطبقون حرفيا مع ترسمه إسرائيل من تشتيت وتفتيت بين أبناء شعب واحد.

لا تحتاج لأن تكون فلسطينياً لتستنكر جرائم إسرائيل اليومية وتتعاطف مع أهلك في غزة. يكفي أن تكون إنساناً لتقوم بالمثل وأكثر. إذا أيها “الذباب” حججك التخوينية لا تنطبق هنا. صوّب رصاصك على من ينشر الوهم ويستبيح دماء شعبنا. صوّب سهامك على من يختار الزمان والمكان للقيام بعمليّة وفق توقيت يناسب داعميه ومموليه. إن كان لا بدّ من التخوين فصوّب سهامك على أصحاب الأجندات السياسية والعسكرية من داخل البيت. أما نحن المدنيون، فدعك منّا إلا إذا كان هؤلاء من يشغّلونك ويدفعون لك ثمناً لتغريدة أو منشور.

يبدو أنّ هناك فهماً خاطئاً لما يريده المدنيون الفلسطينيون في غزة اليوم. فالغزيّون سئموا وضعهم الكارثي المأساوي وهم الذين يدفعون ثمنه أولاً وأخيراً دماءً ودماراً.

حبّ الوطن والشعور بالانتماء لا يرتبط بدعم فصيل على حساب الوطن. ولا يحقّ لأي شخص أن يوزّع شهادات الوطنية ويقذف اتهامات جاهلة وباطلة. كثيرٌ من العقلاء يرون وطنهم بعيون الحبّ والفرح، بعيون الناجحين من أفراده في فلسطين وحول العالم. فالصمود والحفاظ على الهوية الوطنية والثقافة والعلم والأخلاق هو بحد ذاته مقاومة حياتية. وأهل غزة أهلٌ للحياة وثقافتها. وحده الصهيوني ـ من أي طرف ـ كان يريد تصوير هذا الشعب المحبّ للحياة بـ”ثقافة الموت”.

شعبنا مقاوم قبل هذه “المقاومة” التي نشأت بعد 1979 (تاريخ الثورة الإيرانية) وأرادت احتكار المقاومة وتكفير أي مقاومة أخرى. منذ الانتداب الإنجليزي وما قبله، شعبنا يقاوم للحفاظ على هويته. ورغم كل الشدائد، ظلّ متمسكاً بثقافته ولغته وعاداته وتراثه وأكلاته ودبكته وأخلاقه. الأخلاق التي لا يتمتع بها هذا “الذباب الإلكتروني”.

مقاومتنا سلميّة وستبقى. حملت المقاومة السلاح حين كان السلاح خيارها الأخير: فبيد حملت البندقية وفي يد غصن الزيتون. أما اليوم وفيما أراد وتمنّى العدو الإسرائيلي حمل خصمه السلاح بيديه الاثنتين، تحقق حلمه.

ألا تعرفون أن اختزال المقاومة بالسلاح مرادٌ إسرائيلي أمام المجتمع الدولي. أليس هذا ما يريده الاحتلال؟ ألا يتمنى محو غزة من الوجود وتدميرها واحتلالها وتهجير أهلها؟ ألم يكن السلاح عذراً أرادته لتحقيق مرادها؟

بسبب هؤلاء، لم ننجح في مخاطبة الغرب للوقوف معنا. في كل مفترق تتقدم فيه القضية الفلسطينية سياسياً ودبلوماسيا، يظهر السلاح وتنتهي جولة المعركة بخسارة جديدة لقضيتنا.

أيها “الذباب الإلكتروني”، تخوينك لي ولغيري لا يؤثّر، لكنّ نشرك للجهل جريمة بحق شعبنا.

فالهجوم اللافت على الإعلاميين ـ فلسطينيين كانوا أو من جنسيّات عربيّة أخرى ـ غير مبرّر أبدا “وطنياً” إلا إذا كان القصد منه باطلاً والهدف منه باطلاً.

ألا تعرف أيها المواطن الفلسطيني أن الاعلامي ليس ناشطاً سياسياً ولا قائد كتيبة حتى تحمّلوه مسؤولية مجريات معركة لم تقررها أنت ولا أنا.
التعاطف بديهي وإنساني أكنت فلسطينياً أو آسيوياً أو أوروبياً او أميركياً أو أفريقياً. كلّ إنسان يرغب بإنهاء الحرب في أقرب وقت. لكن التهافت على الشتم والقذف والدعاء على الأبناء ما هي إلا لغة الضعيف الجاهل الذي ليس لديه ما يقوله.

أيها المتابعون على مواقع التواصل ألا تشاهدون فيديوهات الغزيين من قلب الحدث وتسمعون رأيهم؟ ألا تقرأون بعضاً من تغريداتهم التي تتكلم بلغة العقلاء إنهم لا يريدون الحرب ورافضين لما حصل؟ يبدو أنه علينا أن نحرّر العقول والقلوب وعندها نحرّر فلسطين.

ستبقى فلسطين هويتي والقدس بيتي فيما الجيش الإلكتروني سيبقى “ذباباً” هداماً لقضية محقة، وصهيونياً بتخوينه وتكفيره لكلّ مقاوم لا يحمل السلاح ولا يتاجر بدماء أبناء شعبه.

1

التعليقات :

اكتب تعليق

الإعلامية إسراء الطائي تتعرض لحادثة عنف أسري وتصاب بكسور
الفنان امير احسان يخوض تجربة جديد في رمضان 2025
“السوسن” العالمية تكرّم رئيس مؤسسة ملكات جمال العرب بلقب (سفيرة الجمال الدولي )
المؤيد يبحث تعزيز التعاون مع نائب رئيس غرفة التجارة الامريكية وتطوير اللوائح التنظيمية
الاصوات الداعية الى حل الحشد الشعبي زائلة وهي أصغر من ان يرد عليها
اليوم العالمي للغة العربية: احتفاءٌ بالهوية والإرث
مشروع الدفع الإلكتروني لتعزيز الاقتصاد الرقمي في العراق
التعداد العام للسكان 2024
اسود الرافدين فوز مستحق في مواجهة صعبة
التعداد السكاني بالجمهورية العراقية بعد اكثر من 27 عام
العراقية فاطمة الزهراء سعد: قصة كفاح وتميز في وجه الصعوبات
جريمة مروعة تهز العراق: مقتل طفل يبلغ 9 سنوات نحراً والبحث عن الجاني
ديموغرافيا العراق: أداة أساسية للتخطيط والخدمات العامة
بغداد تستضيف مسابقة العراق الدولية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم برعاية رئيس الوزراء
لأول مرة منذ 27 عاماً… العراق يستعد لإجراء التعداد السكاني العام
 الأعرجي يزور السفارة العراقية في دولة الكويت
العراق يستعد لتعداد سكاني تاريخي بعد 27 عامًا
متوقع عدد سكان العراق يصل الى 46 مليون نسمة
عاجل: نفذت طائرات F-16 ضربة جوية في سلسلة جبال حمرين
 العبادي والوفد المرافق له يتوجه الى الصين في زيارة رسمية
وزير الثقافة يُكرّم نصير الجادرجي
لجنة الشؤون الاقتصادية الوزارية تتخذ عددا من القرارات لدعم القطاع الخاص وتوافق على صيانة مجسر محمد القاسم وإنشاء مستشفى في ناحية غماس
لأول مرة منذ 27 عاماً… العراق يستعد لإجراء التعداد السكاني العام
قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي
وزير التخطيط يرأس اجتماعاً موسعاً مع المجتمع الدولي بحضور الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق
وزيرة الصحة تلقي كلمة مهمة في الدورة (68) لجمعية الصحة العالمية
داعش يتخلص من محصول الحنطة وانخفاض أسعاره في الموصل
الدراجي يعلن خلال مؤتمر صحفي عن تصنيع قنابر الهاون والصواريخ 107 ملم
داعش يزيل اللوحات المرورية في الموصل
مجلس محافظة بغداد وبالتعاون مع مشروع تعزيز الحوكمة تقدم يعقد اجتماعا موسعا للمديريات العامة للتربية
الخيكاني: الوزارة تواصل في العمل لمشروع مجمع النهروان/2 السكني في بغداد
الأتراك الجبليين او المواطنين الشرقيين
العراق خال ٍ من شلل الاطفال
سلمان الجميلي يبحث مع نائب وزير الارض والنقل الكوري دور الشركات الكورية في اعادة اعمار المناطق المحررة
الغزي: يشدد على ضرورة تفعيل الجانب ألاستخباراتي والمعلوماتي لدرء أي خطر
العراق يخفض تصدير نفطه 200 الف برميل ويقلل تكريره
الصدر : اليوم على أسوار الخضراء وغدآ سيكون الشعب فيها
هيئة الإعلام والاتصالات : تكريس الجهد الإعلامي في تغطية حادثة الحمدانية الأليمة
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. " وفد رابطة الإعلاميين الشباب يطمئن على صحة المراسل الحربي "علي نجم" إعدام صوت الحق والحرية الشيخ نمر باقر النمر الأعمار:  شركة أشور العامة توقع عقدا مع مديرية البلديات العامة لتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في المثنى وذي قار الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الخيكاني يبحث مشروع تنفيذ الطرق الحدودية الرابطة بين العراق والدول المجاورة الدراجي: يعقد اجتماعاً لبحث آليات العمل بعد عملية دمج الشركات الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الراوي....جهودنا مستمرة لمواصلة لم الشمل بين طوائف شعبنا الرمادي تحررت من داعش السيف مقابل اللسان الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الفهداوي: يفتتح محطة كهرباء الديوانية الغازية بطاقة اجماليه 500 ميكاواط الكيمياء الحياتية الطبية في كلية طب المستنصرية يباشر بتدريب الطلبة في المركز الوطني لعلاج وبحوث السكري المالكي: يدعو نقيب الصحفيين ورؤساء النقابات المهنية الى الطعن بفقرة رفع الدعم عنها المرصد العراقي للحريات الصحفية يدين اعتداء عناصر من قوات سوات على صحفي في الديوانية الموارد المائية تعلن عن تأسيس جمعية للمنتفعين من المصدر المائي المشترك الوائلي:  تحرير الرمادي تحقق بالإرادة والإصرار والدماء الزكية لأبناء الشعب العراقي الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " الوسطية والإعتدال هما الطريق الأصلح لإدارة البلاد بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية جهاز مكافحة الارهاب يعلن اعتقال 12 عنصراً من "داعش" في الرمادي حزب الدعوة الاسلامية يستنكر اعدام الشيخ المجاهد نمر النمر في السعودية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش ذَهَبَتْ سَنَةٌ فَهَلْ يُقبلُ عَامٌ؟! رأي اليوم ... إعدام عالم الدين الحر الشيخ نمر النمر رئيس البرلمان : المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء حالة الدمار والمآسي التي تشهدها المناطق المحررة رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية صحف اليوم: تهتم بـ تداعيات إعدام النمر وتعهد الحكومة بتوفير رواتب الموظفين والمتقاعدين خلال العام الجاري طـــل الصبــــاح أولك علوش عمليات بغداد: احباط عملية انتحارية عيد ميلاد سعيد والدعو الى التعايش والتسامح والمحبة قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية مقتدى الصدر يجدد دعمه للأسرة الصحفية العراقية ويشيد بتضحياتها منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان وزيرة الصحة والبيئة توعز بتخصيص جناح لمعالجة جرحى الحشد
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك