عن تأجيل انسحاب القوات الأميركية من العراق

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 626 views » طباعة المقالة :
IMG_3178

 

شيروان الشميراني

ملفّ وجود القوات الأميركية وانسحابها من العراق والتي تقود التحالف الدولي المناهض للإرهاب، بحاجة إلى وجود رغبة من الطرفين وحصول تفاهم بعيد عن التوترات، ونظراً للوضع الاستثنائي في الشرق الأوسط والعدوان على غزة قرر الطرفان تأجيله إلى إشعار آخر. عديد هذه القوات انخفض خلال السنوات الماضية إلى حوالي خمسة آلاف واستقر في معسكرين، أحدهما في الغرب “قاعدة عين الأسد” في الأنبار، والثاني في الشمال ” قاعدة حرير” في أربيل – إقليم كوردستان- وهما موضعان بيئتهما الاجتماعية بيئة سنية – عربية، وكوردية، وهذا ما يدفع القوى الشيعية إلى القول إن السنة والكورد هم الرافضون لمغادرة الجنود الأميركيين العراق، فهل هذه حقيقة؟
إنّ المفاوضات عن وضع هذه القوات على الأرض العراقية بدأت في شهر تموز 2020 عقب اغتيال إدارة ترمب للقائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في 2 كانون الثاني 2020، عقب عملية الاغتيال بثلاثة أيام قرر البرلمان العراقي إخراج هذه القوات، ومنذ ذلك الحين ولغاية الآن، لم تصل المفاوضات إلى نتيجة، وكل ما فعله الأميركيون هو إعادة تموضع جنودهم من سبع محافظات إلى محافظتين فقط، لكن هل فعلاً يريد الأميركيون مغادرة العراق؟
قبل الإجابة عن السؤالين السابقين، لابد من عرض الإستراتيجية الأميركية العامة في العالم والمنطقة الهادفة إلى حماية مصالحها، وهي أن القواعد العسكرية بقوات صغيرة الحجم وقوية مزودة بالتكنولوجيا العسكرية الضرورية جاهزة للضرب، وجود هذه القواعد في مناطق مختلفة في العالم إحدى استراتيجيتها الأساسية، مثبت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية زمن الرئيس ترومان، وإن تهديد الإرهاب ومحاربته ليس إلا حجة لتعبيد الطريق لإرسال الجنود وبناء القواعد العسكرية، العديد من الدول الكبيرة فيها قواعد عسكرية أميركية ولا تعاني من مشكلة الإرهاب مثل ألمانيا واليابان، فإن الوجود الأميركي مرتبط بالمصالح بالدرجة الأساس أكثر من ارتباطها بالإرهاب وغيره من الذرائع من مثل حماية حقوق الانسان، يتأكد التمسك بهذه الستراتيجية الآن أكثر من قبل في الشرق الأوسط في خضم الحرب الجائرة التي تمولها الآلة الحربية الأميركية على غزة وإرتكاب الإبادة الجماعية -جينوسايد- بحق سكانها المدنيين، فالعين الباصرة ترى وصول البوارج الحربية الى المنطقة والبحار وزيادة حجمها، فكيف يمكن سحب القوات التي هي موجودة أصلاً في دولة جارة لدولة ترى فيها واشنطن محوراً من محاور الشرّ؟
ربما هذا التوضيح يقول لنا إن الأميركيين ليسوا بوارد الانسحاب من العراق، كل ما يجري هو صياغة تسويغ البقاء وتقنينه، ليس أكثر من هذا، لكن ماهي أداة الضغط الأمريكية للبقاء؟
بلا شك أن القواعد العسكرية ليست ذات طابع عسكري أمني فحسب، وإنما البعد السياسي والإستخباري هو الأكثر حضوراً، ويكون عادة في إطار اتفاق سياسي، والسياسة تسحب الاقتصاد معها من الشركات والاستثمار وغيرها، لكن في حالة العراق إنّ الأمر أوسع، فقيمة العملة العراقية واقعة كحال غيرها من العملات في العالم تحت رحمة الدولار ومن ثم وزارة الخزانة الأميركية، وفي الفترات السابقة كان مسؤولو وزارة الخزانة يترددون على بغداد و الفيدرالي الأميركي يطلب إجراءات معينة من البنك المركزي العراقي، بمعنى أن انهيار الدينار العراقي يكون أحد التبعات أو الأسلحة بيد الاميركيين بالإضافة إلى إعفاء العراق من الحصار المفروض على ايران، وتعامل البنك الدولي، والجانب الأوروبي الاقتصادي والأمني يتأثر أيضاً بالانسحاب العسكري الأميركي، كما أن العراق بحاجة إلى الدعم والمساندة الأميركية على المستوى الدولي والإقليمي كذلك، كما يعطي وجودهم حجة بيد المسؤولين العراقيين في انتهاج بعض السياسات أمام الإيرانيين كورقة سياسية يمكن اللعب بها إن أحسنوا التعامل.
أما عراقياً فما من جدية كاملة في هذا الملف، لأن الاطار التنسيقي الشيعي الحاكم لم يضغط بما يكفي وإلا كان ذلك ممكناً خلال السنوات الأربع الماضية، فترة كافية وزيادة، لكن مع وجود الدافع والمبرر واجتماعات دورية للجنة العليا المشتركة بين البلدين، مضت أربع سنوات وأربعة أشهر، ويأتون بعد هذه الفترة الطويلة يعلنون بوقف انسحاب القوات الأميركية والدولية من العراق، علماً أن رئيس الوزراء قال في الاعلام إن العراق ليس بحاجة إلى وجود القوات الأجنبية في العراق لأنّ القوات المسلحة قادرة على أداء الواجب، وألحق أن مسألة الإرهاب المسلح في العراق، إذا كان المقصود بها هو هؤلاء المسلحون من بقايا تنظيم داعش، فإن التعاون الاستخباري الدولي مع العراق كافٍ من دون التدخل العسكري المباشر على الأرض، وبالتالي انتفاء الحاجة العسكرية لهم، لكن من المعلوم إنها مسألة أكبر من وجود بضعة آلاف من الجنود على الأرض، وهم أساساً لا يدخلون في المواجهات، ومن الغريب أن تتحرك هذه القوات ببضع عشرات من العناصر على الأرض بين المدن تحت عنوان مكافحة الإرهاب، والعراق له من الجنود مئات الآلاف من الجيش والشرطة والحشد الشعبي.
فالإطار الشيعي الحاكم، لو كان جادّاً بما يوازي تصريحاته النارية المتكررة، لأجبر ممثله الذي يترأس الحكومة على تقديم طلب رسمي للأميركيين بالمغادرة كما ينص الاتفاق المبرم بين الطرفين في سنة 2014، لكنهم لم يفعلوا إلى الآن. وهذا بذاته يرمز إلى أن الكورد والسنة العرب ليسا الطرفان المعرقلان لتنفيذ إجراءات الانسحاب.
الجهات الجادة في ملف الانسحاب هي التي تقصف معسكرات الأميركيين، وكذلك الإيرانيون الذين يلحظون تصاعد وتيرة العداء الأميركي لهم بمرور الوقت، وانعكاس الحرب الدولية على غزة، ومن حق الإيرانيين أن يقلقوا في ظل ظروف منذرة بالتفجر في أي وقت، لا سيما أن القوات الموجودة على الأرض العراقية تصدت للمسيرات والصواريخ الإيرانية التي كانت متوجهة لقصف إسرائيل في نيسان 2024، وهذا دليل إثبات آخر على أن الأميركيين لن ينسحبوا، لأنهم في موقع متقدم للغاية فيما يتعلق بحماية إسرائيل من الإيرانيين، أو ممارسة المراقبة عبر تقنيات متطورة وحتى مسيرات مزودة بكاميرات عالية الجودة دون الإضطرار إلى إختراق الأجواء الإيرانية.
1

التعليقات :

اكتب تعليق

بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي لطفي الزعبي
إيقاف برنامج “الميدان” لمخالفته المعايير المهنية
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية هبة النعيمي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي تحسين لؤي الجنابي
الشمس ما تنحجب بالغربال… بس بالعراق يحاولون يغطّوها بورق عنب
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية برنا نعمة شديد
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي علي عبد الكريم
رابطة الإعلاميين تنعى رحيل الصحفي والرسام الكاريكاتيري حمودي عذاب
بالتعاون مع وزارة الصحة… كويكا تعقد مؤتمراً أكاديمياً لتعزيز قدرات مستشفى الرعاية الحرجة في العراق
الأمن مسؤولية وطنية وأخلاقية: معًا ضد الفتن ومروّجي الكراهية
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي مصطفى زكي
الأمن السيبراني يحسم الجدل: الهجمات الأخيرة بلا تأثير والبنية الرقمية تحت السيطرة
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية زهراء سمير
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية هبة التميمي
مقتل إمام وخطيب جامع في الدورة ببغداد إثر حادثة اعتداء
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية سالي عثمان
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي عمار الجابري
كويكا والتخطيط تعقدان منتدى لتبادل المعرفة وبناء القدرات في العراق
ابو رغيف: يناقش مع مؤسسة بابل العالمية للثقافات، تعزيز الهوية الوطنية عبر الإعلام
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية سحر المفتي
الجميلي يبحث مع حكومة بابل المحلية واقع المشاريع الخدمية المنفذة في المحافظة
منتخبنا الأولمبي يخسر من نظيره الأرجنتيني بثلاثة أهداف لهدف في أولمبياد باريس
العمل تنفذ مشروع (امل وفرص عمل للشباب والشابات في العراق)
الأتراك الجبليين او المواطنين الشرقيين
رابطة الصحفيين الشباب تهنئ اللامي بمناسبة انتخابه لمنصب النقيب
شمول محافظ البصرة ماجد النصراوي باصلاحات الحزمة الثالثة
اكدت اقامته في أربيل …….مؤسسة السوسن العالمية تعلن عن اقامة مهرجانها “الماسي” العاشر خلال الشهر الجاري
الكهرباء : سيتم اطفاء خط كهرباء (جنوب بغداد – رشيد) 400 ك.ف
انطلاق الموسم الرابع من برنامج “عائلتي تربح” على قناة MBC Iraq
شباب الاعلام: حملة اطفالنا الاولى(عيدية يتيم ونازح)
شهود عيان : الخوف والذعر يقيدان حركة الدواعش بمدينة الموصل
اللامي يؤكد ان العراقيين جميعا يقفون اليوم بكل فخر واعتزاز مع انتصارات جيشنا الباسل
ألماني يسعى لتحطيم رقم قياسي بصنع دراجة عملاقة
مجلس الوزراء: ﻻ نسمح لاي قوة عسكرية برية بالتواجد على الاراضي العراقية
مجلس الوزراء العراقي يحدد موعد العام الدراسي الجديد
مراسل تلفزيوني قد يدخل السجن بسبب بثه تقريرا عن تعذيب تلاميذ باحدى مدارس النجف
الايبولا و امراض اخرى تنهش أجساد عناصر داعش 
نوري الدليمي : وحدة العراق أساس التنمية المستدامة التي نسعى لتحقيقها في جميع مراحل عمل القطاعين العام والخاص
وزير التخطيط يبحث سبل تحسين الواقع الخدمي في أقضية ونواحي العاصمة مع عدد من نوابها
فرصتنا لصنع التغيير المطلوب
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الخيكاني يبحث مشروع تنفيذ الطرق الحدودية الرابطة بين العراق والدول المجاورة الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " بطاقة نجوم الإعلام العراقي .. الإعلامية د. ثناء الفيلي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي أحمد شكري بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية إيمان علاوي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية ديالا كلتوم بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية رسل رياض بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية سلمى الجميلي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية فيان الجادري بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية كندا حيدر بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية لبنى الخولي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية ملاك حازم بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية نورهان عادل بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية هاجر العادل بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي تحسين السيد بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي عبد العزيز درويش بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي علي خشان بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي عمرو جميل بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي محمد الفهد بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي مصطفى الأمير بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. إيناس الصافي بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. الاعلامي ساري حسام بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. محمد الفريد بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية الإعلامي: صدام هاشم بطاقة نجوم الإعلام العربي – الإعلامية السورية سهار أديب بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش رئيس البرلمان : المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء حالة الدمار والمآسي التي تشهدها المناطق المحررة رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية طـــل الصبــــاح أولك علوش قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك