عن تأجيل انسحاب القوات الأميركية من العراق

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 722 views » طباعة المقالة :
IMG_3178

 

شيروان الشميراني

ملفّ وجود القوات الأميركية وانسحابها من العراق والتي تقود التحالف الدولي المناهض للإرهاب، بحاجة إلى وجود رغبة من الطرفين وحصول تفاهم بعيد عن التوترات، ونظراً للوضع الاستثنائي في الشرق الأوسط والعدوان على غزة قرر الطرفان تأجيله إلى إشعار آخر. عديد هذه القوات انخفض خلال السنوات الماضية إلى حوالي خمسة آلاف واستقر في معسكرين، أحدهما في الغرب “قاعدة عين الأسد” في الأنبار، والثاني في الشمال ” قاعدة حرير” في أربيل – إقليم كوردستان- وهما موضعان بيئتهما الاجتماعية بيئة سنية – عربية، وكوردية، وهذا ما يدفع القوى الشيعية إلى القول إن السنة والكورد هم الرافضون لمغادرة الجنود الأميركيين العراق، فهل هذه حقيقة؟
إنّ المفاوضات عن وضع هذه القوات على الأرض العراقية بدأت في شهر تموز 2020 عقب اغتيال إدارة ترمب للقائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في 2 كانون الثاني 2020، عقب عملية الاغتيال بثلاثة أيام قرر البرلمان العراقي إخراج هذه القوات، ومنذ ذلك الحين ولغاية الآن، لم تصل المفاوضات إلى نتيجة، وكل ما فعله الأميركيون هو إعادة تموضع جنودهم من سبع محافظات إلى محافظتين فقط، لكن هل فعلاً يريد الأميركيون مغادرة العراق؟
قبل الإجابة عن السؤالين السابقين، لابد من عرض الإستراتيجية الأميركية العامة في العالم والمنطقة الهادفة إلى حماية مصالحها، وهي أن القواعد العسكرية بقوات صغيرة الحجم وقوية مزودة بالتكنولوجيا العسكرية الضرورية جاهزة للضرب، وجود هذه القواعد في مناطق مختلفة في العالم إحدى استراتيجيتها الأساسية، مثبت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية زمن الرئيس ترومان، وإن تهديد الإرهاب ومحاربته ليس إلا حجة لتعبيد الطريق لإرسال الجنود وبناء القواعد العسكرية، العديد من الدول الكبيرة فيها قواعد عسكرية أميركية ولا تعاني من مشكلة الإرهاب مثل ألمانيا واليابان، فإن الوجود الأميركي مرتبط بالمصالح بالدرجة الأساس أكثر من ارتباطها بالإرهاب وغيره من الذرائع من مثل حماية حقوق الانسان، يتأكد التمسك بهذه الستراتيجية الآن أكثر من قبل في الشرق الأوسط في خضم الحرب الجائرة التي تمولها الآلة الحربية الأميركية على غزة وإرتكاب الإبادة الجماعية -جينوسايد- بحق سكانها المدنيين، فالعين الباصرة ترى وصول البوارج الحربية الى المنطقة والبحار وزيادة حجمها، فكيف يمكن سحب القوات التي هي موجودة أصلاً في دولة جارة لدولة ترى فيها واشنطن محوراً من محاور الشرّ؟
ربما هذا التوضيح يقول لنا إن الأميركيين ليسوا بوارد الانسحاب من العراق، كل ما يجري هو صياغة تسويغ البقاء وتقنينه، ليس أكثر من هذا، لكن ماهي أداة الضغط الأمريكية للبقاء؟
بلا شك أن القواعد العسكرية ليست ذات طابع عسكري أمني فحسب، وإنما البعد السياسي والإستخباري هو الأكثر حضوراً، ويكون عادة في إطار اتفاق سياسي، والسياسة تسحب الاقتصاد معها من الشركات والاستثمار وغيرها، لكن في حالة العراق إنّ الأمر أوسع، فقيمة العملة العراقية واقعة كحال غيرها من العملات في العالم تحت رحمة الدولار ومن ثم وزارة الخزانة الأميركية، وفي الفترات السابقة كان مسؤولو وزارة الخزانة يترددون على بغداد و الفيدرالي الأميركي يطلب إجراءات معينة من البنك المركزي العراقي، بمعنى أن انهيار الدينار العراقي يكون أحد التبعات أو الأسلحة بيد الاميركيين بالإضافة إلى إعفاء العراق من الحصار المفروض على ايران، وتعامل البنك الدولي، والجانب الأوروبي الاقتصادي والأمني يتأثر أيضاً بالانسحاب العسكري الأميركي، كما أن العراق بحاجة إلى الدعم والمساندة الأميركية على المستوى الدولي والإقليمي كذلك، كما يعطي وجودهم حجة بيد المسؤولين العراقيين في انتهاج بعض السياسات أمام الإيرانيين كورقة سياسية يمكن اللعب بها إن أحسنوا التعامل.
أما عراقياً فما من جدية كاملة في هذا الملف، لأن الاطار التنسيقي الشيعي الحاكم لم يضغط بما يكفي وإلا كان ذلك ممكناً خلال السنوات الأربع الماضية، فترة كافية وزيادة، لكن مع وجود الدافع والمبرر واجتماعات دورية للجنة العليا المشتركة بين البلدين، مضت أربع سنوات وأربعة أشهر، ويأتون بعد هذه الفترة الطويلة يعلنون بوقف انسحاب القوات الأميركية والدولية من العراق، علماً أن رئيس الوزراء قال في الاعلام إن العراق ليس بحاجة إلى وجود القوات الأجنبية في العراق لأنّ القوات المسلحة قادرة على أداء الواجب، وألحق أن مسألة الإرهاب المسلح في العراق، إذا كان المقصود بها هو هؤلاء المسلحون من بقايا تنظيم داعش، فإن التعاون الاستخباري الدولي مع العراق كافٍ من دون التدخل العسكري المباشر على الأرض، وبالتالي انتفاء الحاجة العسكرية لهم، لكن من المعلوم إنها مسألة أكبر من وجود بضعة آلاف من الجنود على الأرض، وهم أساساً لا يدخلون في المواجهات، ومن الغريب أن تتحرك هذه القوات ببضع عشرات من العناصر على الأرض بين المدن تحت عنوان مكافحة الإرهاب، والعراق له من الجنود مئات الآلاف من الجيش والشرطة والحشد الشعبي.
فالإطار الشيعي الحاكم، لو كان جادّاً بما يوازي تصريحاته النارية المتكررة، لأجبر ممثله الذي يترأس الحكومة على تقديم طلب رسمي للأميركيين بالمغادرة كما ينص الاتفاق المبرم بين الطرفين في سنة 2014، لكنهم لم يفعلوا إلى الآن. وهذا بذاته يرمز إلى أن الكورد والسنة العرب ليسا الطرفان المعرقلان لتنفيذ إجراءات الانسحاب.
الجهات الجادة في ملف الانسحاب هي التي تقصف معسكرات الأميركيين، وكذلك الإيرانيون الذين يلحظون تصاعد وتيرة العداء الأميركي لهم بمرور الوقت، وانعكاس الحرب الدولية على غزة، ومن حق الإيرانيين أن يقلقوا في ظل ظروف منذرة بالتفجر في أي وقت، لا سيما أن القوات الموجودة على الأرض العراقية تصدت للمسيرات والصواريخ الإيرانية التي كانت متوجهة لقصف إسرائيل في نيسان 2024، وهذا دليل إثبات آخر على أن الأميركيين لن ينسحبوا، لأنهم في موقع متقدم للغاية فيما يتعلق بحماية إسرائيل من الإيرانيين، أو ممارسة المراقبة عبر تقنيات متطورة وحتى مسيرات مزودة بكاميرات عالية الجودة دون الإضطرار إلى إختراق الأجواء الإيرانية.
1

التعليقات :

اكتب تعليق

رئيس هيئة الإعلام والاتصالات يقدم إجازة لمتابعة دعاوى التشهير أمام القضاء
كيفية إنشاء حساب جديد على منظومة ضمان الرقمية
جمعية خريجي كويكا في العراق تتبرع بأجهزة ومعدات لدار تأهيل أحداث الإناث دعمًا للفئات الضعيفة
⁨ راح يغيّر نظام “ضمان الرقمية” مستقبل العاملين بالقطاع الحر
ضمان الرقمية” وصلت… بس أنت مستعد تختار التقاعد الاختياري
مع التحول الرقمي .. ماكو روح وتعال !
رقم 154 على معاملتك تخلّصك من الرشاوي والابتزاز
النزاهة تدخل على خط الانتخابات البرلمانية المقبلة
 هل تعلم أن بعض أجهزة الشبكات المنزلية مخالفة للقانون؟
بيان .. رابطة الإعلاميين الشباب ترفض الابتزاز او التسقيط الاعلامي  
التسجيل الصوتي المفبرك المنسوب لرئيس هيأة الإعلام والاتصالات
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية سؤدد طارق
كويكا تحتفي بجسور الصداقة والتنمية بين العراق وكوريا
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية لارا محمد
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الاعلامي ماهر عماد
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. د. ليلى الدليمي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي محمد سامي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية زهراء صباح
بين النهرين .. حكاية جمال المستقبل
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي أنس البدري
تخريج وجبة جديده من الملاكات التمريضية في مدينة الطب .
طيران الجيش العراقي يضرب مستودع أسلحة لداعش
خلال اجتماعا لها اللجنة الفنية الدائمة لإستراتيجية التخفيف من الفقر تناقش توجيه اعتماد معايير جديدة لقياسه
مؤيد اللامي يهنىء المنتخب الاولمبي بفوزه على الامارات وترشحه للدور نصف النهائي
مــــاذا بعـــد 9/4/2003 ؟!!
خلال زيارته الى نينوى.. وزير التخطيط: سنضاعف الجهود لتوفير كافة سبل الدعم المحلية والدولية لإعادة استقرار واعمار المحافظة
المداواةُ بالتي كانت هي الداءُ
“السيدة زينب (ع) رائدة الاعلام العالمي “
وزير التخطيط يبحث مع السفير التركي آليات الفحص المتبادل للسلع بين البلدين
وزير التخطيط يزور شركة ايران خودرو لصناعة السيارات في طهران
ايرادات نهري دجلة والفرات من المياه بلغت 55 مليار متر مكعب وزارة التخطيط : استصلاح (2297) الف دونم من الاراضي الزراعية خلال عام 2016
جامعة الامام الكاظم: تكرم رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب بالمهرجان الشعري
وزير التخطيط يستقبل نائب وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي
ترامب سيستثني دولة واحدة من قرار حظر السفر الجديد
رابطة الشباب تهنى الصحافة العراقية ونقيبها لاختيار بغداد عاصمة الصحافة العربية 2017
الجميلي: علينا البحث عن افكار جديدة لتجاوز الازمة والتاسيس لسياسات جديدة للمرحلة المقبلة تجعلنا بمأمن من التقلبات التي تشهدها اسعار النفط
خلية الإعلام الحربي.. تحرير بعملية عسكرية مناطق البوعاصي والفحيلات والبدعيج والبوخالد
الاعمار والاسكان: انجاز مشروع بناية في المثنى ومشروع آخر في بابل
السوداني يرأس الجلسة الحادية عشرة للهيأة العليا للتنسيق بين المحافظات
سلعٌ رديئة تغرقُ الأسواقَ.. ودعواتٌ لتفعيل السيطرة النوعيَّة
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " بطاقة نجوم الإعلام العراقي .. الإعلامية د. ثناء الفيلي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي أحمد شكري بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية إيمان علاوي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية ديالا كلتوم بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية رسل رياض بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية زهراء سمير بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية سلمى الجميلي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية فيان الجادري بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية كندا حيدر بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية لبنى الخولي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية ملاك حازم بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية نورهان عادل بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية هاجر العادل بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي تحسين السيد بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي عبد العزيز درويش بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي علي خشان بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي عمرو جميل بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي محمد الفهد بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي مصطفى الأمير بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. إيناس الصافي بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. الاعلامي ساري حسام بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. محمد الفريد بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية الإعلامي: صدام هاشم بطاقة نجوم الإعلام العربي – الإعلامية السورية سهار أديب بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية طـــل الصبــــاح أولك علوش قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان ⭐ بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي حمزة حسين
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك