الصدر: إني صممتُ على الشهادة

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 1٬541 views » طباعة المقالة :
شبكة قلم

 

 بقلم: غفار عفراوي

 بغداد: شبكة ع.ع .. عائلة آل الصدر مشهود لها بالشجاعة والعلم والوقوف بوجه الظلم مهما كان طاغياً وجباراً . وخير الأمثلة على ذلك الوقفة الخالدة للشهيد السيد محمد باقر الصدر بوجه جبروت حزب البعث في بداية أيامه التي كانت دموية ولا ترحم كل من ينتمي للأحزاب الإسلامية أو يواليها أو يدافع عنها . فكان الصدر مفكر حزب الدعوة الإسلامية الذي تبنى فكرة الإسلام وضرورة التخلص من البعث وصدام بكل الطرق، وخسر الحزب عشرات الشجعان على يد جلادي البعث ، حتى وصل الحال أن يكون الصِدام المباشر بين الفقيه المرجع محمد باقر الصدر وبين حزب البعث ويقرر الصدر المواجهة وعدم التراجع لأنه يرى أن هذا الحكم الظالم يحتاج الى تضحية كبرى من أجل إيقاظ الشعب من غفوته .

يقول السيد الصدر في آخر كلماته المسجلة ” إني صممت على الشهادة وهذا آخر ما تسمعون مني ” ، فهو لا يرى لشخصه أية أهمية مقابل الوطن والمذهب والإسلام ، ويذهب الصدر الى ربه راضياً مرضياً ويتم تنفيذ حكم الإعدام بحقه وأخته العلوية على يد حزب البعث الكافر عام 1980.

      وبعد ما يقرب من عشرين سنة يظهر للعلن صدرٌ آخر عام 1998 ليواجه حزب البعث مرة أخرى وهذه المرة عن طريق الفكر والتوجيه والتربية والتثقيف عبر 45 خطبة جمعة في مسجد الكوفة المعظم ومئات الخطب الأخرى عن طريق وكلاءه في المحافظات العراقية .  ويشتد الصراع مع الطاغية ويصل الى مرحلة اللارجعة حيث يطلب من السيد الصدر التوقف عن صلاة الجمعة والصدر يرفض بكل شجاعة وإباء مستمد من جده الحسين عليه السلام ويكرر في عدة خطب للجمعة كلماته الثورية التي ما زالت خالدة لحد الآن ” كلا كلا للباطل ” و ” كلا كلا يا شيطان ” وكذلك أشارته الواضحة بأنه سائر نحو الشهادة بارتداء الكفن والقول ” سأذهب وضميري مرتاح ” .

قرر صدام إنهاء هذا الصراع فأمر زبانيته بإغتيال الصدر الثاني في يوم الجمعة 19-2-1999 ويذهب السيد مع نجليه مصطفى ومؤمل الى ربهم بعد أن قالوا كلمة الحق بوجه الحاكم الظالم .

وبعد أربعة سنوات تتكرر البطولة الصدرية والشجاعة الحيدرية عن طريق سليل العائلة وبقية السيف السيد مقتدى الصدر نجل الشهيد الصدر الثاني  بالوقوف ضد المحتل الأمريكي بكل صلابة وشموخ على الرغم من سهام الغدر التي نالته من المقربين كما نالت من عمه الصدر الأول وأبيه الصدر الثاني . ويستمر المقتدى بالدفاع عن المظلومين ومقاومة المحتلين حتى انسحاب القوات الأمريكية وبدء مرحلة جديدة من المقاومة السياسية بالدخول الى البرلمان والحكومة ومحاولة إصلاح الخلل الموجود في العملية السياسية . وعلى مدى دورتين انتخابيتين كان صوت السيد الصدر مدوياً ولم يسكت أبداً بوجه الفساد والفاسدين . وصل الصراع الى حد قيام رئيس الحكومة نوري المالكي بالانتقام من الصدريين في البصرة والناصرية وبغداد وعدة محافظات من أجل الضغط على الصدر والقبول بالواقع مهما كان ، إلا ان السيد وقف بحزم بوجه مشروع المالكي الذي اتفق مع جميع الكتل السياسية على تصفية السيد مقتدى أو اعتقاله ، والصدر يقاوم ولم يهدأ له بال حتى كان التغيير المرتقب وانتهى حكم المالكي الدكتاتوري وبدأت حكومة جديدة برئاسة حيدر العبادي من نفس حزب المالكي.

إلا ان الفساد وصل الى مراحل متقدمة وصار العراق الدولة الأولى في الفساد لسنوات عديدة ولم يستثمر العبادي التأييد المرجعي والشعبي والدولي له، ولم يقم بما هو مطلوب من كشف الفاسدين وتغيير المنظومة الفاسدة بل انه عاد وتمسك بمنظومة حزبه مرة أخرى! مما حدا بالمرجعية الدينية في النجف الاشرف التوقف عن الخطبة السياسية في يوم الجمعة بعد أن (بُح) صوتها على حد تعبير ممثلها في كربلاء المقدسة .

قرر السيد مقتدى الصدر الظهور علناً أمام الناس بكل شجاعة الآباء وصلابة الأجداد ، بلا خوف أو قلق أو حذر من الإغتيال على يد الكثير من اعداءه الفاسدين والتابعين والحاقدين ، فخرج يقود التظاهرات المليونية للمطالبة بالتغيير الجذري لعملية فاسدة والبدء بتشكيل حكومة بعيدة عن المحاصصة الحزبية ومحاسبة الفاسدين من أي كتلة كانوا ، وفعلا يظهر الصدر في يوم 26شباط 2016 اليوم التاريخي الصدري العراقي في ساحة التحرير وسط بغداد مع الجماهير المليونية ليلقي خطبة نارية بوجه الظالمين والفاسدين ويتوعدهم باختراق الجدران المحصنة التي يختبئون داخلها. ويعيد صورة والده من على منبر الكوفة وهو يردد كلا كلا للباطل ليقول المقتدى ” كلا كلا للفاسد ” ويشير الى احتمالية قتله أيضا بقوله ” قررت الفناء في الوطن “.

فهل سيكون الصدر الثالث الضحية الأخرى التي تقدمها العائلة المجاهدة قرباناً للوطن ؟

وهل سيبقى العراق يندب حظه على خسارة القادة الثوريين وهو ينادي يومياً : من أين لنا بمثل غاندي او الخميني او حسن نصر الله وجميع هؤلاء لم ينالوا الشهادة ؟ .

1

التعليقات :

اكتب تعليق

السوسن العالمية” تحتفي بروّاد الأعمال في حفل جوائز النخبة لعام 2025 في أربيل
المداواةُ بالتي كانت هي الداءُ
ضمن اعمال رمضان 2025….. الفنان الشاب أمير إحسان يخوض تجربة درامية جديدة بمسلسل كويتي
الإعلامية إسراء الطائي تتعرض لحادثة عنف أسري وتصاب بكسور
الفنان امير احسان يخوض تجربة جديد في رمضان 2025
“السوسن” العالمية تكرّم رئيس مؤسسة ملكات جمال العرب بلقب (سفيرة الجمال الدولي )
المؤيد يبحث تعزيز التعاون مع نائب رئيس غرفة التجارة الامريكية وتطوير اللوائح التنظيمية
الاصوات الداعية الى حل الحشد الشعبي زائلة وهي أصغر من ان يرد عليها
اليوم العالمي للغة العربية: احتفاءٌ بالهوية والإرث
مشروع الدفع الإلكتروني لتعزيز الاقتصاد الرقمي في العراق
التعداد العام للسكان 2024
اسود الرافدين فوز مستحق في مواجهة صعبة
التعداد السكاني بالجمهورية العراقية بعد اكثر من 27 عام
العراقية فاطمة الزهراء سعد: قصة كفاح وتميز في وجه الصعوبات
جريمة مروعة تهز العراق: مقتل طفل يبلغ 9 سنوات نحراً والبحث عن الجاني
ديموغرافيا العراق: أداة أساسية للتخطيط والخدمات العامة
بغداد تستضيف مسابقة العراق الدولية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم برعاية رئيس الوزراء
لأول مرة منذ 27 عاماً… العراق يستعد لإجراء التعداد السكاني العام
 الأعرجي يزور السفارة العراقية في دولة الكويت
الاعتداء على كوادر إعلامية والنقابة بين المجاملة والتهميش
وزارة التخطيط : ارتفاع حجم الاستيرادات الخارجية عام 2016 إلى (50) مليار دولار منها (43) مليار دولار عبر المنافذ البحرية
موافقة مجلس الوزراء على مشروع قانون ضحايا مستشفى النقاء في ذي قار
الكهرباء: إصلاح الأبراج لخط مير ساد – ديالى ٤٠٠ كي
البيئة: تغلق مخزنا للمبيدات الزراعية وموقعا للطمر الصحي في المثنى
كورونا … يحرم ريال مدريد من جوهرة ألمانيا
انتهاء أعمال اللجنة العراقية الأردنية المشتركة
وزير التخطيط و محافظ ذي قار يبحثان المشاريع الاستثمارية المُنفّذة في المحافظة
الدراجي:  يبحث مع السفير الليبي في بغداد سبل التعاون المشترك بين البلدين
عصابات داعش تستورد مواد غذائية منتهية الصلاحية
اللامي: يزور المصور الحربي لقناة الإشراق الفضائية أحمد البياتي في المستشفى .
العبادي: لسنا بحاجة لقوات قتالية برية أجنبية
الأعرجي ومعصوم يبحثان مُجمل التطورات والمستجدات السياسية والأمنية في البلاد.
كلية دجلة الجامة هي الاولى بين الجامعات الاهلية
الفتنة تحت عنوان الجوع والخدمات !
الصحة تعلن عن خطة الإسناد الطبي الخاصة بإنتخابات مجالس المحافظات
سفير الولايات المتحدة ستيوارت جونز يفتتح الجامعة الأمريكية في محافظة دهوك
الاعمار: انجاز بناية التقييس والسيطرة النوعية في بغداد لصالح وزارة التخطيط
السوداني : لا تهاون في ملف المعاقين والمحرومين وسنلاحق كل من يستغل تلك الفئات قضائياً
قصر العدالة يشارك ضمن حملة ما نعطش
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. " وفد رابطة الإعلاميين الشباب يطمئن على صحة المراسل الحربي "علي نجم" إعدام صوت الحق والحرية الشيخ نمر باقر النمر الأعمار:  شركة أشور العامة توقع عقدا مع مديرية البلديات العامة لتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في المثنى وذي قار الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الخيكاني يبحث مشروع تنفيذ الطرق الحدودية الرابطة بين العراق والدول المجاورة الدراجي: يعقد اجتماعاً لبحث آليات العمل بعد عملية دمج الشركات الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الراوي....جهودنا مستمرة لمواصلة لم الشمل بين طوائف شعبنا الرمادي تحررت من داعش السيف مقابل اللسان الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الفهداوي: يفتتح محطة كهرباء الديوانية الغازية بطاقة اجماليه 500 ميكاواط الكيمياء الحياتية الطبية في كلية طب المستنصرية يباشر بتدريب الطلبة في المركز الوطني لعلاج وبحوث السكري المالكي: يدعو نقيب الصحفيين ورؤساء النقابات المهنية الى الطعن بفقرة رفع الدعم عنها المرصد العراقي للحريات الصحفية يدين اعتداء عناصر من قوات سوات على صحفي في الديوانية الموارد المائية تعلن عن تأسيس جمعية للمنتفعين من المصدر المائي المشترك الوائلي:  تحرير الرمادي تحقق بالإرادة والإصرار والدماء الزكية لأبناء الشعب العراقي الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " الوسطية والإعتدال هما الطريق الأصلح لإدارة البلاد بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية جهاز مكافحة الارهاب يعلن اعتقال 12 عنصراً من "داعش" في الرمادي حزب الدعوة الاسلامية يستنكر اعدام الشيخ المجاهد نمر النمر في السعودية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش ذَهَبَتْ سَنَةٌ فَهَلْ يُقبلُ عَامٌ؟! رأي اليوم ... إعدام عالم الدين الحر الشيخ نمر النمر رئيس البرلمان : المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء حالة الدمار والمآسي التي تشهدها المناطق المحررة رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية صحف اليوم: تهتم بـ تداعيات إعدام النمر وتعهد الحكومة بتوفير رواتب الموظفين والمتقاعدين خلال العام الجاري طـــل الصبــــاح أولك علوش عمليات بغداد: احباط عملية انتحارية عيد ميلاد سعيد والدعو الى التعايش والتسامح والمحبة قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية مقتدى الصدر يجدد دعمه للأسرة الصحفية العراقية ويشيد بتضحياتها منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان وزيرة الصحة والبيئة توعز بتخصيص جناح لمعالجة جرحى الحشد
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك