الصدر: إني صممتُ على الشهادة

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 1٬674 views » طباعة المقالة :
شبكة قلم

 

 بقلم: غفار عفراوي

 بغداد: شبكة ع.ع .. عائلة آل الصدر مشهود لها بالشجاعة والعلم والوقوف بوجه الظلم مهما كان طاغياً وجباراً . وخير الأمثلة على ذلك الوقفة الخالدة للشهيد السيد محمد باقر الصدر بوجه جبروت حزب البعث في بداية أيامه التي كانت دموية ولا ترحم كل من ينتمي للأحزاب الإسلامية أو يواليها أو يدافع عنها . فكان الصدر مفكر حزب الدعوة الإسلامية الذي تبنى فكرة الإسلام وضرورة التخلص من البعث وصدام بكل الطرق، وخسر الحزب عشرات الشجعان على يد جلادي البعث ، حتى وصل الحال أن يكون الصِدام المباشر بين الفقيه المرجع محمد باقر الصدر وبين حزب البعث ويقرر الصدر المواجهة وعدم التراجع لأنه يرى أن هذا الحكم الظالم يحتاج الى تضحية كبرى من أجل إيقاظ الشعب من غفوته .

يقول السيد الصدر في آخر كلماته المسجلة ” إني صممت على الشهادة وهذا آخر ما تسمعون مني ” ، فهو لا يرى لشخصه أية أهمية مقابل الوطن والمذهب والإسلام ، ويذهب الصدر الى ربه راضياً مرضياً ويتم تنفيذ حكم الإعدام بحقه وأخته العلوية على يد حزب البعث الكافر عام 1980.

      وبعد ما يقرب من عشرين سنة يظهر للعلن صدرٌ آخر عام 1998 ليواجه حزب البعث مرة أخرى وهذه المرة عن طريق الفكر والتوجيه والتربية والتثقيف عبر 45 خطبة جمعة في مسجد الكوفة المعظم ومئات الخطب الأخرى عن طريق وكلاءه في المحافظات العراقية .  ويشتد الصراع مع الطاغية ويصل الى مرحلة اللارجعة حيث يطلب من السيد الصدر التوقف عن صلاة الجمعة والصدر يرفض بكل شجاعة وإباء مستمد من جده الحسين عليه السلام ويكرر في عدة خطب للجمعة كلماته الثورية التي ما زالت خالدة لحد الآن ” كلا كلا للباطل ” و ” كلا كلا يا شيطان ” وكذلك أشارته الواضحة بأنه سائر نحو الشهادة بارتداء الكفن والقول ” سأذهب وضميري مرتاح ” .

قرر صدام إنهاء هذا الصراع فأمر زبانيته بإغتيال الصدر الثاني في يوم الجمعة 19-2-1999 ويذهب السيد مع نجليه مصطفى ومؤمل الى ربهم بعد أن قالوا كلمة الحق بوجه الحاكم الظالم .

وبعد أربعة سنوات تتكرر البطولة الصدرية والشجاعة الحيدرية عن طريق سليل العائلة وبقية السيف السيد مقتدى الصدر نجل الشهيد الصدر الثاني  بالوقوف ضد المحتل الأمريكي بكل صلابة وشموخ على الرغم من سهام الغدر التي نالته من المقربين كما نالت من عمه الصدر الأول وأبيه الصدر الثاني . ويستمر المقتدى بالدفاع عن المظلومين ومقاومة المحتلين حتى انسحاب القوات الأمريكية وبدء مرحلة جديدة من المقاومة السياسية بالدخول الى البرلمان والحكومة ومحاولة إصلاح الخلل الموجود في العملية السياسية . وعلى مدى دورتين انتخابيتين كان صوت السيد الصدر مدوياً ولم يسكت أبداً بوجه الفساد والفاسدين . وصل الصراع الى حد قيام رئيس الحكومة نوري المالكي بالانتقام من الصدريين في البصرة والناصرية وبغداد وعدة محافظات من أجل الضغط على الصدر والقبول بالواقع مهما كان ، إلا ان السيد وقف بحزم بوجه مشروع المالكي الذي اتفق مع جميع الكتل السياسية على تصفية السيد مقتدى أو اعتقاله ، والصدر يقاوم ولم يهدأ له بال حتى كان التغيير المرتقب وانتهى حكم المالكي الدكتاتوري وبدأت حكومة جديدة برئاسة حيدر العبادي من نفس حزب المالكي.

إلا ان الفساد وصل الى مراحل متقدمة وصار العراق الدولة الأولى في الفساد لسنوات عديدة ولم يستثمر العبادي التأييد المرجعي والشعبي والدولي له، ولم يقم بما هو مطلوب من كشف الفاسدين وتغيير المنظومة الفاسدة بل انه عاد وتمسك بمنظومة حزبه مرة أخرى! مما حدا بالمرجعية الدينية في النجف الاشرف التوقف عن الخطبة السياسية في يوم الجمعة بعد أن (بُح) صوتها على حد تعبير ممثلها في كربلاء المقدسة .

قرر السيد مقتدى الصدر الظهور علناً أمام الناس بكل شجاعة الآباء وصلابة الأجداد ، بلا خوف أو قلق أو حذر من الإغتيال على يد الكثير من اعداءه الفاسدين والتابعين والحاقدين ، فخرج يقود التظاهرات المليونية للمطالبة بالتغيير الجذري لعملية فاسدة والبدء بتشكيل حكومة بعيدة عن المحاصصة الحزبية ومحاسبة الفاسدين من أي كتلة كانوا ، وفعلا يظهر الصدر في يوم 26شباط 2016 اليوم التاريخي الصدري العراقي في ساحة التحرير وسط بغداد مع الجماهير المليونية ليلقي خطبة نارية بوجه الظالمين والفاسدين ويتوعدهم باختراق الجدران المحصنة التي يختبئون داخلها. ويعيد صورة والده من على منبر الكوفة وهو يردد كلا كلا للباطل ليقول المقتدى ” كلا كلا للفاسد ” ويشير الى احتمالية قتله أيضا بقوله ” قررت الفناء في الوطن “.

فهل سيكون الصدر الثالث الضحية الأخرى التي تقدمها العائلة المجاهدة قرباناً للوطن ؟

وهل سيبقى العراق يندب حظه على خسارة القادة الثوريين وهو ينادي يومياً : من أين لنا بمثل غاندي او الخميني او حسن نصر الله وجميع هؤلاء لم ينالوا الشهادة ؟ .

1

التعليقات :

اكتب تعليق

كيفية إنشاء حساب جديد على منظومة ضمان الرقمية
جمعية خريجي كويكا في العراق تتبرع بأجهزة ومعدات لدار تأهيل أحداث الإناث دعمًا للفئات الضعيفة
⁨ راح يغيّر نظام “ضمان الرقمية” مستقبل العاملين بالقطاع الحر
ضمان الرقمية” وصلت… بس أنت مستعد تختار التقاعد الاختياري
مع التحول الرقمي .. ماكو روح وتعال !
رقم 154 على معاملتك تخلّصك من الرشاوي والابتزاز
النزاهة تدخل على خط الانتخابات البرلمانية المقبلة
 هل تعلم أن بعض أجهزة الشبكات المنزلية مخالفة للقانون؟
بيان .. رابطة الإعلاميين الشباب ترفض الابتزاز او التسقيط الاعلامي  
التسجيل الصوتي المفبرك المنسوب لرئيس هيأة الإعلام والاتصالات
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية سؤدد طارق
كويكا تحتفي بجسور الصداقة والتنمية بين العراق وكوريا
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية لارا محمد
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الاعلامي ماهر عماد
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. د. ليلى الدليمي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي محمد سامي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية زهراء صباح
بين النهرين .. حكاية جمال المستقبل
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي أنس البدري
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي محمد الكبيسي
اليونامي UNAMI ندوة حوارية عن دور منظمات المجتمع المدني
لصق صورة حمار على جثة مسؤول الحسبة في الحويجة
نقابة الصحفيين تعلن عن اجراء  اختبار الكفاءة المهنية
بوكوفا: أدعو الى حماية التنوع الثقافي للعراق
العبيدي وأبو مهدي المهندس يناقشان ما يحتاجه الحشد العشائري
هاريس: حان الوقت لوقف إطلاق النار في غزة
الخيكاني : انجاز تصاميم مزار الإمام عون بن عبدالله (عليه السلام) في كربلاء المقدسة
بهاء الأعرجي: يرد على تصريحات خالد شواني
بيان القائد العام للقوات المسلحة  رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي
الاعلام وزارة الثقافة يلتقي وفد جمعية قصير العراقية
جولات ومتابعات ميدانية لقسم مبيعات الطاقة
لحظة الانفجار الارهابي الثاني بالسماوة فديو وصور
بسبب انتشار مرض الكوليرا التخطيط تشكل فرقا متخصصة لإجراء جولات تفتيشية في معامل إنتاج المياه
التميمي: يفتتح شبكة ماء بقيمة 30 مليون بالجهود الذاتية
وزارة التعليم العالي تدعو الباحثين في الجامعات العراقية لنيل جائزة اليونسكو-اليابان
نكسة قوية لليرة التركية بعد “العيد”
العمليات الاستباقية لجهاز المخابرات الوطني تدمر ثاني اكبر معمل للتفخيخ بالقائم
عالية نصيف: من يريد تعديل قانون الأحوال الشخصية يبحث عن “المتعة” ويريد التزوج من “قاصرة”
داعش : حرق الفارين من معارك الرمادي في الموصل
هروب العشرات من مسلحي تنظيم داعش في قضاء تلعفر بالموصل
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " بطاقة نجوم الإعلام العراقي .. الإعلامية د. ثناء الفيلي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي أحمد شكري بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية إيمان علاوي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية ديالا كلتوم بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية رسل رياض بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية زهراء سمير بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية سلمى الجميلي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية فيان الجادري بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية كندا حيدر بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية لبنى الخولي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية ملاك حازم بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية نورهان عادل بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية هاجر العادل بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي تحسين السيد بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي عبد العزيز درويش بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي علي خشان بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي عمرو جميل بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي محمد الفهد بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي مصطفى الأمير بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. إيناس الصافي بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. الاعلامي ساري حسام بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. محمد الفريد بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية الإعلامي: صدام هاشم بطاقة نجوم الإعلام العربي – الإعلامية السورية سهار أديب بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية طـــل الصبــــاح أولك علوش قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان ⭐ بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي حمزة حسين
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك