كيف عملت الأحزاب السياسية على تحويل مسار السخط الشعبي عليها باتجاه حكومة الحالية

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 926 views » طباعة المقالة :
شبكة قلم

 

شبكة .. ( ع.ع) واجهت الأحزاب السياسية في العراق مرحلة مفصلية في الأعوام التي أعقبت انتخابات العام ٢٠١٤ حيث أدركت أنها أمام انهيار تام للثقة بها في الشارع العراقي لذلك قدمت الكثير من التنازلات في سبيل تخفيف حدة السخط الشعبي المتنامي لكن دون جدوى، إلا أن ظروف المرحلة وسيطرة داعش على مساحات واسعة من الأراضي العراقية صرفت الأنظار إلى التركيز على عمليات التحرير وترحيل التعامل مع الأحزاب السياسية إلى مرحلة أخرى، وهو ما تم بالفعل بعد انتهاء عمليات التحرير في العام ٢٠١٧، فقد برزت في الساحة العراقية الاحتجاجات الشعبية التي بدأت مطلبية وركزت على توفير الخدمات العامة ومعالجة البطالة والفقر، وعلى الرغم من جهود حكومة السيد العبادي في معالجة الموضوع إلا أنها لم تحقق نجاحا ملموسا إلا بتدخل المرجعية الدينية التي حاولت تهدئة الأوضاع عبر سلسلة من الخطب السياسية التي دعت إلى التهدئة فضلا عن أرسال ممثلها السيد احمد الصافي إلى محافظة البصرة لمعالجة أزمة شحه المياه فيها، وكانت آراء المتابعين في ذلك الوقت تؤكد أن هذه التظاهرات تؤشر تنامياً واضحاً لاتجاه الرأي العام إلى تحويل المطالب الخدمية إلى السياسية خصوصا بعد بروز بعض الشعارات التي طالبت بإسقاط النظام.

تصاعد مستوى السخط الشعبي على الأحزاب الحاكمة تدريجيا بسبب الفشل المتراكم الذي خلفته إدارتها للحكم بعد العام ٢٠٠٣ وبدأت الشعارات السياسية المطالبة بتغيير جذري للعملية السياسية في العراق تتصاعد معها نتيجة يأس الجماهير من إمكانية تحقيق الإصلاح المنشود بالأدوات السياسية المسيطرة على الحكم في العراق، حتى أن الانتخابات التشريعية التي جرت في العام ٢٠١٨ كانت الأسوأ من حيث المشاركة الجماهيرية إذا لم تتجاوز نسبة المشاركة ٢٠% ممن يحق لهم التصويت ورغم ذلك حصلت عمليات تلاعب كبيرة بالنتائج مما دعا بعض الأطراف إلى الاعتراض ومحاولة إعادة فرز الأصوات إلا إن ذلك اصطدم بعمليات تخريب منظمة مارستها بعض الأطراف عبر حرق صناديق الاقتراع في واحدة من أسوأ أساليب التلاعب بالنتائج لتبقى الأمور على حالها وتبقى الأحزاب مسيطرة على مقاليد الحكم في العراق.
ليبدأ بعد ذلك مارثون تشكيل الحكومة الذي اصطدم بعقبة تحديد الكتلة الأكبر والتي لم يتم تحديدها إلى اليوم مما اضطر الكتل السياسية إلى التوافق على تكليف السيد عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة باعتباره شخصية مستقلة غير مرتبطة بأية جهة سياسية.
هذه المحاولات وغيرها لم تسهم في تهدئة الشارع الغاضب لأنها لم تحقق تقدما يذكر في الواقع المأساوي الذي يعيشه البلد بل ازداد الوضع سوءاً نتيجة استشراء الفساد وتردي الواقع الاقتصادي واتساع نفوذ السلاح المنفلت على حساب سيادة الدولة فضلاً عن التجاوزات الخارجية على السيادة العراقية.
والى جانب ذلك اتسعت حركة الاحتجاجات الشعبية ذات المطالب الاجتماعية والسياسية والتي عمّت محافظات الوسط والجنوب وما رافقها من فوضى وأعمال عنف وقتل وتجاوز على الحرمات واتهام لأحزاب بالتخريب فيما كانت الحكومة عاجزة أمامها تماماً بل واضطرت إلى الاستقالة في أواخر شهر تشرين الثاني من العام ٢٠١٩ بعد إعلان المرجعية الدينية عن تأييدها لمطالب الجماهير.
لم تهدأ حركة الشارع الغاضب واستمرت الاعتصامات في مختلف مناطق الوسط والجنوب للمطالبة بالتغيير الذي يحقق الإصلاح المنشود حيث رفع المتظاهرون عددا من المطالب، كان في مقدمتها تشكيل حكومة مؤقتة مهمتها الأساسية التمهيد لانتخابات مبكرة، ومع كل تلك المشاكل والتحديات التي واجهت الدولة واهتزت لها أركان النظام السياسي عادت الكتل السياسية لمناقشة موضوع الكتلة الأكبر المعنية بتشكيل الحكومة حتى اتفقت على ترشيح السيد الكاظمي بعد إن فشلت عملية التكليف للسيد محمد توفيق علاوي والسيد عدنان الزرفي.
بدأ الكاظمي مشاورات تشكيل الحكومة واستبشرنا خيرا بتمكنه من تمرير كابينته الوزارية المكتملة في مدة قياسية وما أن باشرت الحكومة الجديدة أعمالها وحققت قبولاً شعبياً ملحوظاً على الرغم من المشاكل الصحية والاقتصادية التي تزامنت مع تشكيلها حتى بدأت حملات التسقيط والتشويه التي كانت تستهدف أية خطوة تتخذها، حيث ظهرت فجأة المئات من الحسابات والصفحات والمجموعات في وسائل التواصل الاجتماعي التي كانت مهمتها الأولى التشكيك بأي إجراء حكومي وتصويره على انه مؤامرة على الشعب في محاولة لتحويل مسار الغضب الشعبي إذا جاز التعبير باتجاه الحكومة وتحميلها تبعات التركمات السلبية الموروثة عن الحكومات السابقة. وقد نجحت إلى حد ما في ذلك من خلال حملات مكثّفة ومنظّمة حاولت ترسيخ قناعة لدى الشارع العراقي بأن هذه الحكومة تمثل جزءاً من المشروع الأمريكي في العراق والذي يجب على الجميع التصدي له ومحاربته متجاهلة الآثار السلبية الخطيرة لهذا الطرح والذي يمكن أن يؤسس لانهيار العملية السياسية برمتها.

اعتقد ان تحويل الغضب الشعبي باتجاه الحكومة لا يعني أن الجماهير ستتجاهل دور الأحزاب والكتل السياسية في حالة الفشل والخراب التي يعاني منها البلد بل ستترسخ قناعته بعجز العملية السياسية التام عن إنتاج إدارة رشيدة للدولة وبالتالي ستكون المناخات الاجتماعية مهيأة تماما لأحداث تغيير جذري للواقع السياسي في العراق ولا استبعد إن هذه القناعة ستتحول تدريجياً إلى المجتمع الدولي الذي بدأ يعطي رسائل خطيرة عن مستوى مقبولية العملية السياسية في العراق وهو ما ستكون له تبعات مستقبلية خطيرة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
أخيرا أقول .. قبل إن تفكروا بإبعاد الخطر عن أنفسكم ومصالحكم الخاصة فكروا بإبعاده عن بلدكم وشعبكم وليكن العراق همكم الأول والأخير.
قيصر الصحاف
Caesarpress81@gmail.com

1

التعليقات :

اكتب تعليق

بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي لطفي الزعبي
إيقاف برنامج “الميدان” لمخالفته المعايير المهنية
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية هبة النعيمي
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي تحسين لؤي الجنابي
الشمس ما تنحجب بالغربال… بس بالعراق يحاولون يغطّوها بورق عنب
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية برنا نعمة شديد
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي علي عبد الكريم
رابطة الإعلاميين تنعى رحيل الصحفي والرسام الكاريكاتيري حمودي عذاب
بالتعاون مع وزارة الصحة… كويكا تعقد مؤتمراً أكاديمياً لتعزيز قدرات مستشفى الرعاية الحرجة في العراق
الأمن مسؤولية وطنية وأخلاقية: معًا ضد الفتن ومروّجي الكراهية
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي مصطفى زكي
الأمن السيبراني يحسم الجدل: الهجمات الأخيرة بلا تأثير والبنية الرقمية تحت السيطرة
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية زهراء سمير
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية هبة التميمي
مقتل إمام وخطيب جامع في الدورة ببغداد إثر حادثة اعتداء
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية سالي عثمان
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي عمار الجابري
كويكا والتخطيط تعقدان منتدى لتبادل المعرفة وبناء القدرات في العراق
ابو رغيف: يناقش مع مؤسسة بابل العالمية للثقافات، تعزيز الهوية الوطنية عبر الإعلام
بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية سحر المفتي
لدورها الإعلامي المتميز.. رابطة الإعلاميين الشباب تكرّم بدرع الابداع .
وزير التخطيط يبحث سبل تعزيز جهود إعادة الاستقرار والاعمار مع الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي
داعش يعدم عناصره الفارين من منطقة كوكجلي
شباب الاعلام: حملة اطفالنا الاولى(عيدية يتيم ونازح)
وزارة التخطيط توقع عقدا مع شركة سينرجي للأنظمة الدولية لتحديث وتطوير نظام إدارة التنمية العراقية
عاجل …الحويجة تنتفض
اقتربت ساعة مقتل البغدادي
منتسبي مديرية تربية بغداد الكرخ الثانية سيزودون بالبطاقة الذكية  قريبا
عصابات داعش تعدم الطاقات العلمية
تقرير المدقق الدولي لصندوق تنمية العراق لعام 2014 يكشف ملاحظات في عمل وزارتي النقل والاتصالات
بغداد تستضيف مسابقة العراق الدولية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم برعاية رئيس الوزراء
ريال مدريد يتأهل الى نهائي كأس العالم للأندية
العراق يُعزّز صادراته النفطيَّة بـ618 مليون برميل في 6 أشهر
وزير التخطيط يرأس اجتماعاً مشتركاً مع وزارة الصحة لبحث سبل تحسين واقع الخدمات الصحية في عموم المحافظات
داعش يحرق منازل المواطنين في مدينة الموصل
الدراجي: يعلن فتح البيع المباشر لمنتجات المحلية في معرض بغداد الدولي
مذكرة تفاهم في مجال الاتصالات والإعلام بين العراق وتركيا
الحساني: يلتقي لجنة الخدمات في مجلس النواب ومدراء الدوائر الخدمية في المحافظـات
صوت النائب علي صبحي المالكي ……تصريحات
وزير التعليم العالي يوجه بضرورة ترصين مقومات التعليم الزراعي والإفادة من عائدياته
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الخيكاني يبحث مشروع تنفيذ الطرق الحدودية الرابطة بين العراق والدول المجاورة الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " بطاقة نجوم الإعلام العراقي .. الإعلامية د. ثناء الفيلي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي أحمد شكري بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية إيمان علاوي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية ديالا كلتوم بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية رسل رياض بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية سلمى الجميلي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية فيان الجادري بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية كندا حيدر بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية لبنى الخولي بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية ملاك حازم بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية نورهان عادل بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامية هاجر العادل بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي تحسين السيد بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي عبد العزيز درويش بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي علي خشان بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي عمرو جميل بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي محمد الفهد بطاقة نجوم الإعلام العربي .. الإعلامي مصطفى الأمير بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. إيناس الصافي بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. الاعلامي ساري حسام بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية .. محمد الفريد بطاقة نجوم الإعلام العربي الشخصية الإعلامي: صدام هاشم بطاقة نجوم الإعلام العربي – الإعلامية السورية سهار أديب بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش رئيس البرلمان : المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء حالة الدمار والمآسي التي تشهدها المناطق المحررة رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية طـــل الصبــــاح أولك علوش قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك