ديمقراطية مسخ وشعب مقهور

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 1٬389 views » طباعة المقالة :
شبكة قلم

 

الدكتور بدرخان السندي

بغداد: شبكة ع.ع .. بالرغم من ضعف ميلي الى اطلاق تسميات عديدة على مفردة الديمقراطية ذلك ان تعدد التسميات كثيراً ما اخرجتها عن محتواها وأهدافها لاسيما في البلاد الدعية بالديمقراطية لا الداعية لها تلك التي جعلت منها لبوساً لا حياة ومظهرا لا تطبيقاً ، ولم اجد من مفردة المسخ مفردة  اكثر ملاءمة للديمقراطية في العراق حيث تمارس (مسرحية) الديمقراطية بإدمان وليست الديمقراطية بعينها حتى آلت دراما ديمقراطيتنا الى ما يشبه مسرح الأطفال الذي هو الاكثر في تقبل السذاجة والخيال والممكن السهل والفرح الملفق والبهرجة الصاخبة في الديكور والتسويف والتسطيح اعتمادا على طيبة ونقاء الجمهور (الأطفال) مع احترامي الى شعب العراق.. نعم هذا هو واقع ديمقراطيتنا المسطحة الممسوخة التي يستمر الممثلون والمخرجون والمنتجون في جرأة ادائها وإنتاجها وإخراجها وإدارة شباك بيع تذاكرها اعتماداً على ثقة الناس وطيبتهم وجهلهم وبراءتهم وضعف ممارستهم لمفهوم الديمقراطية.. والنتيجة عراق مفلس وتجار سياسة بتراء ذات قوام فاحش.. لصوص بكل معنى الكلمة لا فرق اخلاقي بينهم وأي نشال في الشارع سوى ضخامة المبالغ المسروق هذه هي حقيقة صناع الديمقراطية العراقية.

 بناية المسرح في حماية تامة وإذا كان صناع الديمقراطية العراقية مختلفون في رؤاهم ومناهجهم ومشاربهم وقومياتهم ومذاهبهم فأنهم متآلفون متساوقون  متفاهمون دونما حاجة الى مصالحة او مفاوضة في مسائل اخرى منها حراسة بناية المسرح فما ان يقترب مشاهد اصيل او ممثل جاد او مخرج مخلص حقيقي من خشبة المسرح حتى يتداعى له الحراس بمنعه او اقصائه او تصفيته او التنكيل به والإساءة اليه، فضلاً عن تآلفهم اي القوامون على المسرح والمسرحية في مسألة لا تقبل النقاش وهي (الربح العام) الذي تدره المسرحية والذي يدفعه الجمهور ليشفي شغفه التاريخي في معاينة للذات على نحو افضل رغم ان كلفة الدخول لا يطالها خيال المؤرخين والساسة، فقد دفع البعض من هذا الجمهور ارواح اعزتهم  او سنين فلكية من حياتهم في انتظار الفرج في دهاليز وسراديب مرعبة من اجل بطاقة دخول لمشاهدة هذه الدراما التي هم اساساً مادتها ووحي قلمها.

هكذا هي الديمقراطية في بلادنا.. لكن اذا مازار صحفي اجنبي هذه البلاد وأراد ان يكتب او يصور فهو لا يجانب الحقيقة ان قال نعم هذه البلاد معنية بالمسرح والدراما والفن ولها جمهور كبير من المشاهدين منها هي صالة المسرح فخمة وهاهم الممثلون تشق حناجرهم الأسماع وتصور قنوات التلفاز نشاطاتهم و (عركاتهم) المسرحية تحت قبة البرلمان وهاهو الجمهور يتابع في الصالة وحتى خارج الصالة المؤتمرات البرلمانية الواقفة والمنبطحة .. هاهي الصحافة العراقية الورقية والالكترونية مشغولة تغطي وتتابع وتجري حوارات ويظن الصحفي العراقي المسكين انه يمارس (مهنة البحث عن المتاعب) مسكين الصحفي العراقي فقد اصبح بدوره ممثلاً رغما عنه يذكرني بمسرحية ( طبيب بالرغم عنه) وبات جزءاً من المتاعب الممسرحة مسبقاً انه لا يبحث عن المتاعب بل تأتيه المتاعب جاهزة معلبة او ملفوفة حد الاهانة حينا وحد الموت حينا اخر.

وهنا يتبادر الى الذهن سؤال وباختصار (لماذا) نعم لماذا كل هذا الذي يحدث.. لماذا ازحنا طاغية واتينا بطغاة وإذا كان النظام الاول متجسداً بشخص واحد هو الدكتاتور الذي اضطهد شعب العراق فأننا اليوم امام عدد من الطغاة امعنوا في ايذاء العراق سواء بإراقة الدماء او نهب المال العام او تفتيت كل البنى التحتية وكما يقول المثل العراقي (صرنا على الحديدة) بالرغم من ان مناسيب الدخل العراقي كانت في ارتفاع مذهل منذ زوال صدام.ماذا يريد كتاب مسرحية ديقراطيتنا العراقية ان يقولوا وما رسالة مخرجيها ولمصلحة من تنتج ويعاد انتاجها

من هم هؤلاء الطغاة الجدد ولماذا هذا الذي بشعبهم يفعلون؟.

انهم (الأحزاب) السياسية المنتشرة والمتشطرة والمستذهبة والمستنسخة والمتلاقحة والمتوالدة والمقترنة والمطلقة والمنسلخة والمتحدة .. نعم كل احزاب العراق سرقوا العراق وأساءوا الى شعوبهم ومازالوا يسرقون وينهبون ومأمن رقيب ولاحسيب فالرقيب جاء لينهب ويثرى ويمضي وهكذا تدور مسرحية الديمقراطية العراقية التي ذكرناها بكل حشمتها واكسسواراتها وأناقتها وخطابيتها وحراسها ومكاتبها ومنظريها وفلاسفتها وشبكاتها الاعلامية.وليس لي ان اقول وبعد كل هذا: ايتها الاحزاب ارفعي يدك عن شعب العراق فكفاه اختطافا.

ملاحظة: بطاقة الدخول الى المسرحية تباع في السوق السوداء – (كشك الخضراء) فقط لا غير.

1

التعليقات :

اكتب تعليق

السوداني يوجه بالإعلان عن مشروع مدينة الصدر الجديدة
فتح باب التقديم على رئيس مجلس الخدمة العامة واعضائه
للاستخبارات والامن تطيح بعصابة تتاجر بالعملة المزورة في بابل
البنك المركزي: نسبة الائتمان النقدي ترتفع خلال عام 2023
تأثير مشاهير المحتوى السلبي في مواقع التواصل الاجتماعي على المجتمع
اللغة العربية في عالم الذكاء الاصطناعي.. فاعلة أم تابعة؟
الخزعل يبحث مع  عبد المهدي تطورات الأوضاع في البلاد
 قرار المحكمة الاتحادية: مفوضية بغداد ستجري انتخابات كردستان
بالجرم المشهود .. الأمن الوطني يضبط كميات كبيرة من الأسلحة والأعتدة
 السوداني يستقبل رئيس لجنة الاتحاد الروسي للمصنعين ورجال الأعمال
قرار المحكمة الاتحادية بشأن توطين رواتب موظفي إقليم كردستان
 نيجيرفان بارزاني: عدم تطبيق الفدرالية هو مصدر مشاكل العراق
القائد العام للقوات المسلحة العراقية يترأس جلسة للمجلس الوزاري للأمن الوطني
السوسن العالمية تتوّج الصحفية إسراء الجوراني بلقب ملكة جمال الصحافة في العراق للعام ٢٠٢٤
تقرير حكومي يكشف ان وزارة الكهرباء حصلت على المرتبة الأولى من بين الوزارات والمؤسسات الحكومية للاستجابة للشكاوى للمناشدات.
تسجيل الوكالات والمواقع الإلكترونية وفق معايير ورسوم 150 الف سنويا”
برومو لمادة فلمية ذكرى تاسيس وزارة الداخلية 9 كانون
هيئة الإعلام ماضية بدعم المؤسسات الإعلامية في إطار مسؤوليتها القانونية ومكافحة الابتزاز الإلكتروني
ابتزاز من جهات فاسدة لإيقاف حملات التوعية للمجتمع العراقي
 السوداني يعلن إطلاق العمل في مشروع مدينة الجواهري الجديدة ويؤكد قرب الإعلان عن 10 مدن أخرى
مؤتمر الحشد العشائري حول مجريات الإحداث في مدينة الفلوجة
صقور الاتحاد الجوي العراقي.. في سماء العاصمة بغداد
الخيكاني: الوزارة تنفذ عدد من المشاريع الطرق والجسور المهمة والستراتيجية البصرة
اختيار أجمل سيارة في نادي الفروسية بالجادرية
داعش الإرهابي تقطع لسان كل من يتناول العلكة في مدينة الموصل
نوري الدليمي : توحيد الجهود المحلية والدولية لإعادة الحياة للمناطق المحررة ضرورة وطنية نعمل على إنفاذها
أربع ملايين طالب وطالبة يتوجهون لأداء الامتحانات النهائية بانسيابية عالية
وزارة التخطيط تطلق اول مسح للعراقيين في الخارج
وزير التخطيط يلتقي السفير الليبي في العراق
الزوبعي : المفوضية تحدد أربعة أماكن للتسجيل البايومتري الخاص في الأنبار
التميمي: يطالب بتسليم الملف الامني لـ (وزارة الداخلية) في بغداد
شباب اعلام ذي قار تشارك بتغطية تظاهرات ساحة التحرير 
فضيحة الحكومة العراقية من العيار الثقيل
تعيين زكريا فحّام سفير الاعلام العربي في لبنان خلال حفل ضخم في منتجع L’Heritage
لأول مرة في العراق.. دار التراث في النجف تعيد أحياء كتاب نهج البلاغة بخط “ياقوت المعتصمي” النفيس
النائب الاول لمحافظ ذي قار:يؤكد إحالة مجرفي البساتين الى القضاء
هبة داغر: أحب الممثلة نادين نسيب نجيم لكنني مصدومة بتشبيهي بها
داعش يدعو عناصره الى الهجرة من الموصل
لا تسرفوا .. حافظ على الماء لتستمر الحياة
لدورها الإعلامي المتميز.. رابطة الإعلاميين الشباب تكرّم بدرع الابداع .
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. " وفد رابطة الإعلاميين الشباب يطمئن على صحة المراسل الحربي "علي نجم" إعدام صوت الحق والحرية الشيخ نمر باقر النمر الأعمار:  شركة أشور العامة توقع عقدا مع مديرية البلديات العامة لتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في المثنى وذي قار الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الخيكاني يبحث مشروع تنفيذ الطرق الحدودية الرابطة بين العراق والدول المجاورة الدراجي: يعقد اجتماعاً لبحث آليات العمل بعد عملية دمج الشركات الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الراوي....جهودنا مستمرة لمواصلة لم الشمل بين طوائف شعبنا الرمادي تحررت من داعش السيف مقابل اللسان الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الفهداوي: يفتتح محطة كهرباء الديوانية الغازية بطاقة اجماليه 500 ميكاواط الكيمياء الحياتية الطبية في كلية طب المستنصرية يباشر بتدريب الطلبة في المركز الوطني لعلاج وبحوث السكري المالكي: يدعو نقيب الصحفيين ورؤساء النقابات المهنية الى الطعن بفقرة رفع الدعم عنها المرصد العراقي للحريات الصحفية يدين اعتداء عناصر من قوات سوات على صحفي في الديوانية الموارد المائية تعلن عن تأسيس جمعية للمنتفعين من المصدر المائي المشترك الوائلي:  تحرير الرمادي تحقق بالإرادة والإصرار والدماء الزكية لأبناء الشعب العراقي الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " الوسطية والإعتدال هما الطريق الأصلح لإدارة البلاد بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية جهاز مكافحة الارهاب يعلن اعتقال 12 عنصراً من "داعش" في الرمادي حزب الدعوة الاسلامية يستنكر اعدام الشيخ المجاهد نمر النمر في السعودية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش ذَهَبَتْ سَنَةٌ فَهَلْ يُقبلُ عَامٌ؟! رأي اليوم ... إعدام عالم الدين الحر الشيخ نمر النمر رئيس البرلمان : المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء حالة الدمار والمآسي التي تشهدها المناطق المحررة رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية صحف اليوم: تهتم بـ تداعيات إعدام النمر وتعهد الحكومة بتوفير رواتب الموظفين والمتقاعدين خلال العام الجاري طـــل الصبــــاح أولك علوش عمليات بغداد: احباط عملية انتحارية عيد ميلاد سعيد والدعو الى التعايش والتسامح والمحبة قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية مقتدى الصدر يجدد دعمه للأسرة الصحفية العراقية ويشيد بتضحياتها منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان وزيرة الصحة والبيئة توعز بتخصيص جناح لمعالجة جرحى الحشد
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك